السبت، 27 أغسطس 2011

كولن ولسون .. الحاسة السادسة



تناول الكتاب مفهوم الحاسة السادسة اللاشعورية التي قد تسيطر على المرء دون أن يستخدمها أو يزيد من استشعاره بها .
حيث يقول كولن ولسون هناك شعور قوي عام بالعبقرية أما البصيرة فهي حقيقة .
فمثلا أن النظرة التي تقول أن معظم الناس هم ضعاف ولا يرجى منهم شئ "فشلت في إدراك أن معظم القوة تنبع من الداخل" و"أننا ضعاف فقط عندما نفشل في إدراك هذه الحقيقة".
إن الشيء الوحيد المطلوب تعلمه هو تجاهل الإزعاجات الدخيلة عندما تعمل , وفي حالة أخرى التكيف على تجاهلها بحيث انك تنفي وجودها نهاية المطاف.
ويوضح قائلا : تستند فرضيتي الرئيسة على أننا نمتلك مديات قوة لا نتوقع وجودها فلو ابتعت جهاز تسجيل مثلا فعليك قراءة الدليل الذي يرشدك إلى الاستخدام وفهم جميع الأشياء المتعلقة به وإذا أهملت قراءة الدليل فربما تقضي سنوات عديدة وأنت تجهل أن هذا الزر يمكنك من استبدال اسطوانة بأخرى وأن هذا التجويف مخصص لسماعة الأذن التي ستقطع أوتوماتيكيا مكبر الصوت الرئيس بيد أن الكائنات البشرية تولد بدون دليل وعلينا أن نكتشف قدراتنا الكامنة عن طريق التجربة والخطأ ولأن معظمنا يفتقر إلى "الدافع الاستكشافي" فأننا لن نكتشف قط كل طاقتنا .
وإن الاستخدام الأمثل لطاقتنا يعتمد على تلك القوة لتوجيه تلك الطاقات أو على الأرجح توجيه الاهتمام إلى مناطق أخرى في العقل .
أنه من المؤكد دون شك أن الخطأ الرئيسي الذي مارسناه خلال الحقبة الزمنية الطويلة لنشؤ البشرية من نوع معين وأساسي من الاستسلام وعندما تثيره التحديات يكون الكائن البشري قويا وعندما تسير الحياة بهدوء واعتدال نأخذ الطريق الأقل مقاومة ثم تتعجب لماذا نسأم ونمل , والشخص الفعال العازم على شئ لا يهتم كثيرا بالحظ وإذا سارت الأمور على غير ما يرام أخذ نفسا عميقا وضاعف جهده وفي الحال يكتشف أن اللحظات التي يشعر خلالها بالسعادة الحقيقة غالبا ما تكون بعد مثل هذا الجهد , والرجل الذي اعتاد على البقاء مستسلما يصبح مشغولا بالحظ وقد يصير ذلك شعورا مستحوذا مقلقا فعندما تتحسن الأمور يكون مسرورا ومنشرحا وعندما تسؤ يكون مكتئبا وفظا وهو حزين وغير راض في أغلب الأوقات .
والاعتقاد بأنك تستطيع السيطرة على حظك كما يفعل "ليفتويج" يمكن اعتباره خطوة حيوية في تطور الإنسان ونقطة تحول حقيقة والأهم من ذلك أن "ليفتويج" يرفض فكرة أن بالإمكان دفع الحظ بعيدا جدا وهو يعتقد أن القدرة على جعل الأشياء تسير بشكل حسن هي فعالية عادية مثل أية فعالية بدنية أخرى .
فالكون متجدد وحيوي بشكل لا حصر له وإذا ما وجدنا أنه من الصعب أن يكون الكون كذلك فهذا بسبب عدم فهمنا للعقل . أو ضرب من الجهل مثل ذلك الإنسان الذي يأخذ حماما كل يوم في نفس الماء القذر لا يعرف أن السطام هو لتفريغ البانيو وإن الحنفيات لتجديده بماء نظيف .ثمة فترات يحتاج فيها العقل إلى الانعزال عن التأثيرات الخارجية .
إذا ما قبلت أن تعيش هذا الإلحاح الغريب للولوج إلى (التلال المظلمة) و(الآفاق البعيدة) فتوقع إذن الموت المبكر لأنك ستجد أن هذا العالم الإنساني المشغول دائما أصغر من أن يتسع لإيوائك
.