السبت، 27 أغسطس 2011

كولن ولسون .. الحاسة السادسة



تناول الكتاب مفهوم الحاسة السادسة اللاشعورية التي قد تسيطر على المرء دون أن يستخدمها أو يزيد من استشعاره بها .
حيث يقول كولن ولسون هناك شعور قوي عام بالعبقرية أما البصيرة فهي حقيقة .
فمثلا أن النظرة التي تقول أن معظم الناس هم ضعاف ولا يرجى منهم شئ "فشلت في إدراك أن معظم القوة تنبع من الداخل" و"أننا ضعاف فقط عندما نفشل في إدراك هذه الحقيقة".
إن الشيء الوحيد المطلوب تعلمه هو تجاهل الإزعاجات الدخيلة عندما تعمل , وفي حالة أخرى التكيف على تجاهلها بحيث انك تنفي وجودها نهاية المطاف.
ويوضح قائلا : تستند فرضيتي الرئيسة على أننا نمتلك مديات قوة لا نتوقع وجودها فلو ابتعت جهاز تسجيل مثلا فعليك قراءة الدليل الذي يرشدك إلى الاستخدام وفهم جميع الأشياء المتعلقة به وإذا أهملت قراءة الدليل فربما تقضي سنوات عديدة وأنت تجهل أن هذا الزر يمكنك من استبدال اسطوانة بأخرى وأن هذا التجويف مخصص لسماعة الأذن التي ستقطع أوتوماتيكيا مكبر الصوت الرئيس بيد أن الكائنات البشرية تولد بدون دليل وعلينا أن نكتشف قدراتنا الكامنة عن طريق التجربة والخطأ ولأن معظمنا يفتقر إلى "الدافع الاستكشافي" فأننا لن نكتشف قط كل طاقتنا .
وإن الاستخدام الأمثل لطاقتنا يعتمد على تلك القوة لتوجيه تلك الطاقات أو على الأرجح توجيه الاهتمام إلى مناطق أخرى في العقل .
أنه من المؤكد دون شك أن الخطأ الرئيسي الذي مارسناه خلال الحقبة الزمنية الطويلة لنشؤ البشرية من نوع معين وأساسي من الاستسلام وعندما تثيره التحديات يكون الكائن البشري قويا وعندما تسير الحياة بهدوء واعتدال نأخذ الطريق الأقل مقاومة ثم تتعجب لماذا نسأم ونمل , والشخص الفعال العازم على شئ لا يهتم كثيرا بالحظ وإذا سارت الأمور على غير ما يرام أخذ نفسا عميقا وضاعف جهده وفي الحال يكتشف أن اللحظات التي يشعر خلالها بالسعادة الحقيقة غالبا ما تكون بعد مثل هذا الجهد , والرجل الذي اعتاد على البقاء مستسلما يصبح مشغولا بالحظ وقد يصير ذلك شعورا مستحوذا مقلقا فعندما تتحسن الأمور يكون مسرورا ومنشرحا وعندما تسؤ يكون مكتئبا وفظا وهو حزين وغير راض في أغلب الأوقات .
والاعتقاد بأنك تستطيع السيطرة على حظك كما يفعل "ليفتويج" يمكن اعتباره خطوة حيوية في تطور الإنسان ونقطة تحول حقيقة والأهم من ذلك أن "ليفتويج" يرفض فكرة أن بالإمكان دفع الحظ بعيدا جدا وهو يعتقد أن القدرة على جعل الأشياء تسير بشكل حسن هي فعالية عادية مثل أية فعالية بدنية أخرى .
فالكون متجدد وحيوي بشكل لا حصر له وإذا ما وجدنا أنه من الصعب أن يكون الكون كذلك فهذا بسبب عدم فهمنا للعقل . أو ضرب من الجهل مثل ذلك الإنسان الذي يأخذ حماما كل يوم في نفس الماء القذر لا يعرف أن السطام هو لتفريغ البانيو وإن الحنفيات لتجديده بماء نظيف .ثمة فترات يحتاج فيها العقل إلى الانعزال عن التأثيرات الخارجية .
إذا ما قبلت أن تعيش هذا الإلحاح الغريب للولوج إلى (التلال المظلمة) و(الآفاق البعيدة) فتوقع إذن الموت المبكر لأنك ستجد أن هذا العالم الإنساني المشغول دائما أصغر من أن يتسع لإيوائك
.

السبت، 30 أبريل 2011

كتاب تول السيطرة على عقلك الباطن "أنتوني جالي"



إن أفضل طريقة للتعامل مع عقلك الباطن هي أن تعامله كما لو كان طفلا ذكيا في الخامسة من عمره , فهو رغم ذكائه في غاية الاعتباطية والتعجل. لذلك فكر فيما تحب أن يكون مكافأتك اليومية ؟
ما الذي لديك الاستعداد للعمل من اجله اليوم ؟
لقد لخص احد التنفيذيين الناجحين في مجال الأعلام "إن السبب في فعلي ما أفعله هو أنني على استعداد ولدي القدرة على أن افعل ما لا يرغب الآخرون في فعله وان افعل ذلك بصورة يومية ".
كما أنه في كل مره تقابل فيها أحد الأشخاص الذين ينظمون أنشطتهم ويؤدون أعمالهم بكفاءة سترى أنهم يتحلون بحالة نفسية جيدة طوال الوقت ,إن هؤلاء يعرفون إلى أين هم متجهون وما هو هدفهم ويعرفون كيف يصلون إليه .إن هذا لا يحدث بالمصادفة , فقد تعلم هؤلاء الأشخاص في اغلب الأحوال كيف يوظفون قوة عقلهم الباطن وكيف يهيئون الظروف بطريقة منهجية لأحداث هذه الاستجابة المرغوبة , لقد تعلموا كيف يبرمجون عادات النجاح داخل عقولهم.
إن ذوي المستويات العالية من الانجاز يواظبون على فعل أشياء معينة تساعدهم على الحفاظ على دافعيتهم , وشعورهم بالاستثارة , و زيادة مستويات الطاقة لديهم , وعادة ما يمارسون تلك الأشياء والسلوكيات على أساس يومي.
فالدافعية ليست سوى حالة بحاجة للتطوير المنظم على مدار فترة من الوقت , والأشخاص الذين يتحلون بالدافعية الدائمة القوية تعلموا كيف يبرمجون عادات نجاح داخل عقولهم .
إن الالتزام اليومي , والشهري , والسنوي بهدفك قد يشكل فارقا واختلافا كبيرا بالنسبة للمحصلة النهائية لدخلك .
تحتل فكرة وضع الأهداف اليومية وتنفيذها بصورة متسقة المكانة الأولى والأكثر أهمية لمن أراد أن يحقق النجاح .
معظم الناس سوف يلحظون المزايا والفوائد السريعة والهائلة إذا خصصوا خمس دقائق ثلاث مرات أسبوعيا ليكتبوا فيها أهدافهم على الورق .
إنك بمجرد أن تركز على شئ, فأن الطريقة التي تدرك بها بقية الأشياء تتغير بصورة شبه فورية .
إن الأساس في تحديد الأهداف هو أن تظل مركزا عليها .
ليس بوسع المرء إجبار عقله الباطن على عمل أي شي , كل ما يستطيع فعله هو أن يهئ الظروف بصورة منهجية لكي تأتي الاستجابة المطلوبة .

لن يستطيع البقاء ولا تحقيق نجاح حقيقي إلا أولئك الذين لديهم القدرة على التأقلم وإعادة برمجة "سلوكياتهم".

الجمعة، 18 مارس 2011

السجينة


مليكة أوفقير _ ميشيل فيتوسي

رواية جميلة تسرد مليكة في ثناياها بطولة رائعة من حياة عاشتها عشرين عاما هي وأفراد عائلتها بأدق التفاصيل । تصف فيها أشد نكسات الزمن إيلاما وهو السقوط من أرفع منازل العزه لأدناها . تضم الرواية تفاصيل جميلة تبين أن الرغبة وحدها كفيلة بأن تصنع المعجزات وأن تمهد الطريق ..أترككم مع مقتطفات من رواية السجينة : تعلمت ماذا تعني الحياة وماذا يعني الموت . أي طالع أشد سوءا من أن تكون امرأة في مجتمع لا يقدس إلا الفحولة ويقود بالعصا قطيع النساء . أنظر إلى العالم من خلال زجاج السيارات الفاخرة التي كانت تقلنا من قصر إلى آخر . لم أكن أعرف من أنا ومن أكون , ولأي زمان ومكان انتمي ؟ كنت اشعر بغربة دائمة تخنقني وتحول حياتي إلى جحيم لا يطاق . لأني كنت أنتقل فقط من باب السيارة إلى باب القصر أو العكس , إن مجرد باب كان يفصلني عن الدنيا. في تلك الأجواء السحرية الفاخرة تعلمت كيف أصبح أميرة . كنت أعيش في عالم كل شئ فيه ممكن , ومتاح , ومتوفر .. فوق العادة. لكن .. ما أقسى هذا التغيير , وما أشد وطأته . بين ليلة وضحاها , تنتقل من العز والجاه إلى الفقر والبؤس . علمتني الحياة أن لا نبني الكون ونعمره بالتصنع , والتملق , والزيف , والنفاق ,ولا بالمواقع , والمراكز , والمال والغنى, فكل هذا زائل وفاني لا محال . كما أن .. كل شئ يمضي ويمر , إلا أن يكون عدوك جزءا لا يتجزأ منك , وتلك هي المصيبة والهزيمة . لقد بدأت . في سن متأخرة جدا , أتعلم كيف أعيش على أرض الواقع , وأصبح امرأة عادية مثل سائر النساء. هنالك من هم في الداخل , وهنالك من بقي في الخارج , هنالك عالم يفرق بيننا وأسوار تفصلنا , حتى في أعماقنا لا شئ يجمعنا . علمني السجن أن الإنسان أقوى من الظلم والقهر والطغيان والحرمان والتعذيب والمستحيل. ما أبشع الشعور المرعب الذي طغى علينا ... الشعور بأننا لن نتذوق مطلقا طعم الحرية ... إنه سراب لن ندركه أبدا . كم كنت أتوق على الموت وأشتهيه , بات ذكره يؤنسني , وصرت أقضي الليل بكامله أناجيه . إننا نفضل العدم على القليل , والمضي في القتال على الاستسلام والخضوع ... إن سياسة أنصاف الحلول والانتظار والتسويف ... تدخل اليأس إلى قلوبنا ... وربما ستهلكنا . في ليلة من ليالي السهاد واليأس , خرجت إلى الساحة لأخفف حدة هذا البركان الذي يتأجج في صدري , ولأول مره منذ زمن بعيد بدأت أبكي . ورحت أفتش بين دموعي عن جواب .... جاوبني الصمت والسكون , لا أحد يسمع همس استغاثاتي و توسلاتي . لقد أنقذتني الصحراء من التهلكة ...لقد تعلمت منها أننا نحن بني البشر لسنا سوى عابري سبيل في هذه الحياة الفانية ..وبأنه لا ينفع التباكي على الماضي ... لا إطالة الوقوف على الأطلال ...وبأن أتقبل قدري بكل صبر وشجاعة , وأن أتخلى عن أقنعة الزيف والتصنع ...و أن أكون أنا ... وفقط أنا ... عوضنا عن التباكي على الذات , كان يراودني إحساس جارف بأن قدري تحسن , وبات أفضل , بالرغم من كل ما يواجهنا من ويلات ومخاطر . إننا ندين بذلك إلى ما بذلناه من جهود .وما نمتلكه من نفاذ بصر . كان الملك قويا جدا ... وكنا نحن ضعفاء جدا ... ألا يحق لنا على الأقل أن نشعر بالرضا لأننا تمكنا من لي ذراعه . أي معايير أخلاقية غريبة تلك التي تبيح له أن يفرض , خلال خمس عشرة سنة , كل هذه الأهوال والويلات على أطفال أبرياء ؟ هل هنالك في العالم قانون يقضي بإنزال العقاب بذرية المجرم . الحقيقة وحدها تكفي لتدمر هذا الجائر ... يا الله ... ما أهون الشعرة التي تفصل بين الأشياء ... التي تخضع لمشيئة الملك ومزاجه ؟ أصبحنا .. نعرف جيدا الطريقة التي يتبعها النظام .. نعرف متى نصمت , ومتى نتكلم , وكل شئ بمقدار . فنحن لسنا سوى "طرائد سجينة"بين أيدي الجلاد العابثة , ومتى كانت الطريدة تصدق صيادا وتثق به ؟ ومع كل هذا ... فأنا في الثامنة عشر من عمري ,أمتلئ عزيمة وتصميما على الصمود والمقاومة ... موقفنا المقاوم والمتحدي يعني أننا نتصدى بكل عزم وتحد لكل أنواع العقاب الذي يريد الملك به أن يكسر شوكتنا , ويحني رؤوسنا . ولكن لا , لقد خاب ظنه , لأننا آل أوفقير , لا نموت إلا وقوفا . إنه قدرنا ,وخيارنا الوحيد , لا مجال أبدا لأي مساومة أو مقايضة . تصف مليكة أحد أروع لحظاتها في السجن قائلة : فجأة أتاني إلهام داخلي كبير ,ورحت أقص عليهم إحدى القصص , ومن خلالها كنت أحدثهم عن الحياة والحب .... وأحلق بهم بعيدا ...لقد ابتدعت مسلسلا إذاعيا .. أحمل الميكروفون بيدي وأبتعد عن كل ما حوالي إلى عوالم أصنعها بنفسي . وأشد لحظات الرعب سطوة وصفتها قائلة : كان زوار الليل , بعدما ألفنا وجودهم وحضورهم , قد اختفوا إلى غير رجعة ... وكان القلق يتملك أمي . فكل ليلة بينما هي تقرأ على ضوء المصباح , كانت تشعر بلفحة أنفاس تداعب وجهها وبأحد ما إلى جانبها . غريب هو الإحساس الذي ينتابنا عندما نبعث على الحياة من جديد .... ها نحن أخيرا نحصد ثمرة مثابرتنا وإصرارنا . من بين الركام نجحنا بالعبور من الفجوة إلى الجهة الأخرى ما أروع الشعور بالحرية . ما أن انفتحت أبواب الحدائق حتى بدأ قلبي يخفق بسرعة لمرآها , إنه لشعور هائل لا ينسى .إنها لن تغلق علينا أبدا بعد اليوم . فلتسقط الأقنعة ... لم نعد نؤمن بشئ ...؟

الجمعة، 4 مارس 2011

أسرار عقل المليونير "ت.هارف إيكر"


كتاب رائع يتناول أفكار خلاقة يمكن من خلال تطبيقها عمليا , صناعة ثورة فكرية قبل أن تكون مالية , حقيقة هناك بعض الأفكار بمجرد قراءتها تعلم أنها ناجحة وأن تطبيقها يتطلب صبرا لجني ثمارها . أترككم مع مقتطفات من "أسرار عقل المليونير" السبب الأول في عدم حصول الناس على ما يريدون هو أنهم لا يعلمون ماذا يريدون . يورد الكاتب تشبيه بليغ حيث يقول : إن الطريقة الوحيدة من أجل تغيير درجة حرارة الغرفة بشكل مستمر هي عن طريق , إعادة ضبط منظم الحرارة. وقياسا على ذلك , فإن الطريقة الوحيدة لتغيير مستوى نجاحك المالي "بشكل نهائي" هي عن طريق إعادة ضبط منظم حرارتك المالية , أو ما يسمى بمخططك المالي . وينبه إلى أن العامل الأول لأحداث تغيير هو الإدراك فلا يمكنك أن تغير شيئا لا تدرك وجوده , فراقب نفسك , وكن أكثر وعيا , ولاحظ أفكارك ومخاوفك ومعتقداتك وعاداتك , وأفعالك , ولاحظ الأشياء التي لا تفعلها . ضع نفسك أسفل المجهر , ادرس نفسك. الوعي هو مراقبة أفكارك وأفعالك حتى يمكنك أن تعيش بناء على اختيار حقيقي تتخذه في اللحظة الحالية بدلا من أن يتحكم فيك توجيه تم في الزمن الماضي . إن أكبر خطأ قد يرتكبه معظم الناس هو أنهم ينتظرون حتى يقل إحساسهم بالخوف قبل أن تكون لديهم القدرة على أن يقوموا بالفعل , وهؤلاء غالبا ما ينتظرون للأبد . أحد أهم الاختلافات بين الأغنياء والفقراء هو أن الأغنياء قادرون على القيام بالأفعال على الرغم من الخوف . إذا كان الدافع لديك نحو امتلاك المال أو إدراك النجاح مصدره إحساس غير مفيد كالخوف أو الغضب أو الحاجة إلى "إثبات" نفسك فإن أموالك لن تجلب لك السعادة أبدا . تذكر إلى أنه لا توجد فكرة تستقر في رأسك بدون مقابل , فمن الضروري أن تختار أفكارك ومعتقداتك بعناية. إن ما تقوم بالتركيز عليه , يتوسع "إنها حقيقة قانون كوني معروف" , أن الأفكار تقود إلى المشاعر , المشاعر تقود إلى الأفعال , والأفعال تقود إلى النتائج . إنها عملية حسابية بسيطة :"إن دخلك ينمو فقط إلى المدى الذي ينمو به فكرك" فكل فعل ثري تسبقه طريقة ثرية في التفكير . كما يبين الكاتب العوالم الأربعة قائلا: هي العالم المادي , والعالم العقلي , والعالم الوجداني , والعالم الروحي , ومعظم الناس لا يلاحظون أبدا أن العالم المادي ما هو إلا "نتاج" للعوالم الثلاثة الأخرى . المال نتيجة , والثراء نتيجة , والصحة نتيجة , والمرض نتيجة ووزنك هو الآخر نتيجة , نحن نعيش في عالم من الأسباب والنتائج . دعني أذكرك بقانون قوة النوايا , عندما تكون نيتك هي أن يكون لديك ما يكفي لسداد الفواتير _فإن ما ستحصل عليه بالتحديد _ فقط ما يكفي لسداد الفواتير ولا قرش زيادة , ولكن إن كان هدفك هو أن تصبح غنيا هناك احتمال كبير أن ينتهي بك الحال في أحسن حالات الراحة المالية . يضرب الكاتب مقولة رائعة لأحد أهم المخترعين والفلاسفة في عصرنا " بكمنستر فريلر" حيث يقول : إن الهدف من حياتنا هو أن نضيف قيمة إلى حياة أفراد هذا الجيل والجيل الذي يليه . إذا كنت تؤمن بأن ما لديك لتعرضه يمكن أن يساعد الناس , فإن من واجبك أن تجعل أكبر عدد من الناس يعلمون عنه , فالفعل هو الجسر الذي يربط بين العالم الداخلي والعالم الخارجي .إذا أردت أن تحقق الثراء أو أي نوع من النجاح عليك أن تكون محاربا . عليك أن تكون مستعدا لأن تفعل كل ما يتطلبه الأمر عليك أن تدرب نفسك على ألا يوقفك أي شئ. إذا أردت أن تتحرك إلى مستوى آخر في الحياة , فعليك أن تخرج بعيدا عن منطقة الراحة , وأن تمارس المهام غير المريحة . تقدم إلى الأمام , لاحظ وجرب مشاعر عدم الراحة , مدركا أنها مجرد مشاعر _ وأنها لا قدرة لها على إيقافك . إذا استمررت في إصرارك على الرغم من وجود المشقة , فإنك في النهاية سوف تصل إلى هدفك . لأننا مخلوقات تحكمها العادة , يجب علينا أن نتدرب , السر هو أن تنمي نفسك حتى تصبح أكبر من أي مشكلة , إن حجم المشكلة ليس ما يهم , إن ما يهم هو حجمك أنت . كلما كبرت المشكلة التي تستطيع معالجتها , كبر المشروع الذي يمكن أن تتولاه , إن الأغنياء لا يتراجعون أمام المشاكل , ولا يتحاشونها ولا يشتكون منها , إن الأغنياء يحاربون في ميدان الأموال . الفارق الوحيد والكبير بين النجاح والفشل المالي هو كيفية إدارة أموالك بنجاح . فبدلا من أن تقول : " عندما يكون لدي الكثير من المال سوف أبدا في إدارته ", فإن الحقيقة هي :"عندما أبدا في إدارة أموالي سيصبح لدي الكثير منها " والقاعدة هي كالآتي :"إلى أن تظهر قدرتك على التحكم بما لديك فإنك لن تحصل على المزيد منه". إن المعجزات المالية سوف تبدأ بالحدوث ما أن تظهر للكون أن باستطاعتك إدارة أموالك بشكل سليم , أحد أهم أسرار إدارة أموالك هو "التوازن ". يوضح الكاتب بدقة تعريف كلمة يلتزم : "هو أن يكرس شخص ما نفسه بالكامل من أجل هدف محدد ".هذا يعني أن تكون مستعدا أن تقوم بكل ما يلزم أيا كان الوقت الذي يستغرقه تحقيق ذلك . وهذه هي طريقة المحاربين . لا تقبل الاعتذارات أو المبررات أو الاعتراضات أو الاحتمالات _ والفشل ليس احتمالا ممكن , وطريقة المحاربين بسيطة:"هي أنني سوف أصبح غنيا أو أموت وأنا أحاول". يقول ستيورات وايلد:" إن مفتاح النجاح يكمن في قدرة المرء على رفع طاقته الخاصة ..", الهدف من تحقيق الثراء هو أن تساعد نفسك على أن تكون أفضل شخص يمكن أن تكونه . إن الأشياء التي لا نعرفها ليست ما يعوقنا عن النجاح ولكنها تلك الأشياء الخاطئة التي نعرفها التي تمثل أكبر العراقيل أمامنا . في عالم الماليات تتوازى المكافآت مع المخاطر , فلا تضع سقفا لدخلك أبدا .كما أن هناك قوانين "خارجية" للأموال فلابد من وجود قوانين "داخلية" , ومن واقع خبرتي فأن ما لا تراه في هذا العالم هو أقوى بكثير مما يمكنك رؤيته . إن الوقت قد حان لتتوقف عن الحاجة إلى الآخرين وتبدأ في قيادتهم . إن ما تركز عليه يحدد ما تجده في الحياة , ركز على الفرص و سوف تحصل عليها . أخيرا يشير الكاتب إلى أنه عندما يضطر العقل الباطن أن يختار بين المشاعر المتأصلة وبين المنطق فأن المشاعر هي التي تفوز دائما .

السبت، 19 فبراير 2011

خوارق اللاشعور وأسرار الشخصية الناجحة _ د.علي الوردي


اللاشعور _ اصطلاح يراد به الإشارة إلى ما يحدث داخل النفس من مجريات لا يشعر بها الفكر ولا تدخل قي مجال الوعي والتأمل . إن هناك بالأحرى قوى لا شعورية تنبثق من أغوار النفس ويكون لها أثر لا يستهان به في نجاح الفرد أو نبوغه أو تفوقه ,الأبحاث النفسية الحديثة تشير إلى أن العبقري حين ينتج إنتاجه الرائع لا يشعر بنفسه , فهو يدخل في حالة شاذة لها شبه بالصرع أو الغيبوبة أو الهذيان . ما نريد أن يفهمه القارئ هنا هو أن العبقرية فيها شئ عن الخروج من الذات والدخول في عالم آخر لا نعلم مداه الآن معرفة تامة , فهي تعتبر نوعا من أنواع الجنون أحيانا لأنها تخرج بصاحبنا عن حالته الاعتيادية وتجعله ينظر إلى الحياة بمنظار ثاقب نفاذ لم يعهده الناس من قبل . يقول جيمس : إن الفرق بين العباقرة وغيرهم من الناس العاديين ليس مرجعه إلى صفة أو موهبة فطرية في العقل , بل إلى الموضوعات والغايات التي يوجهون إليها همهم , وإلى درجة التركيز التي يسعهم أن يبلغوها , إن العبقرية خروج من الذات وانغمار في عالم أسمى وأوسع . حوافز النفس الآنية فهي تنبثق من أغوار العقل الباطن , والعقل الباطن جوهر غير محدود بحدود الزمان والمكان وله القدرة على رؤية الغيب والإطلاع على ماوراء الحجب والمسافات . إن العقل الباطن مؤلف من أي رغبة مكبوتة , والدوافع تقيم خطوط الاتصال بين العقل الباطن والعمل اليومي . يقول الخبراء في فن الكتابة الحديثة : اكتب أول خاطر يطرأ على ذهنك ,ولا تطيل فيما تكتب , فإنك ستجد بعد لحظة بأن قلمك قد انساب في الموضوع انسيابا عجيبا حيث تكتب بلباقة لا عهد لك بها من قبل . ينبغي أن ينتبه المنشئ إلى الحقيقة الكبرى في فن الكتابة و هي أن الإبداع فيها يأتي عفو الخاطر _ أي نتيجة الانبثاق اللاشعوري . إن اللاعب الحاذق ينسى نفسه أثناء اللعب ويصبح هو والكرة كأنهما شئ واحد. النجاح يأتي على قدر الهدوء والاسترسال و عدم التكلف , وذلك لكي نستثمر الومضات المبدعة التي تنبعث من اللاشعور في حياتنا , لعلنا لا نغالي إذا قلنا بأن الشخصية الناجحة هي التي تتخيل النجاح الذي تريده. ينتقد بعض الكتاب القرآن لأنه يكرر القصص وآيات الوعظ مره بعد مره و يذكر الله و آثاره في الكون في كل صفحة من صفحاته . وما درى هؤلاء المغفلون بأن هذا التكرار الذي ينتقدونه هو الذي طبع في نفوس العرب ذلك الأيمان العميق بالله وجعلهم يحطمون إيوان كسرى وعرش القيصر في سنوات معدودة . فالعقيدة بنت الإيحاء والتكرار , الأيمان يزلزل الجبال . إن العقيدة قناعة لا شعورية تأتي نتيجة الأيمان القوي والمراس الطويل والانغمار الذي لا يخامره شك أبدا , فقوة العقيدة وعمقها وتغلغلها في اللاشعور هي التي تؤدي إلى ظهور الخوارق , فالإنسان يستطيع بقواه النفسية أن يتحدى الصدفة ويغالبها . إن حوادس اللاشعور لا تنبعث إلا من نفس صافية مطمئنة , فالمبدع حين ينغمر في عمله ويذوب فيه . إنه لا يريد أن ينجح في عمله , ولا يقصد الكمال في أدائه . فهو حين يعمل لا يشعر بنفسه ولا يحس أن له قصد يسعى وراءه . إنه يصبح أثناء العمل كأنه جزء من العمل , فهو يسير فيه منسابا على سليقته , وإذا ذاك يتسلم العقل الباطن زمام الأمر فيقوده إلى الغاية المنشودة من حيث لا يدري . سينل يرى بأن كل مادة في الكون تبعث ذبذبات أو أمواج أثيرية خاصة لا تدركها الحواس الخمس , وقد قرر البروفسور "دنكان" أستاذ الطبيعة في جامعة نيويورك سابقا ,أن الأمواج تنطلق بلا انقطاع من كل مادة في الوجود فتصطدم بما حولها من مواد وتؤثر فيها . أخيرا إن المستقبل لا يأتي إلينا إنما نحن نذهب إليه , فهو موجود "هناك" في نقطة من نقاط الزمان , ويستطيع الإنسان أن يطلع عليه إذا كان موهوب بموهبة الإحساس الخارق .