الاثنين، 22 يوليو 2013

القواعد الذهبية _ نابليون هيل



كتاب غني يسرد فيه الكاتب تجربته الشخصية للقواعد التي أوردها وكيف استفاد منها أقصى استفادة أترككم مع مقتطفات من كتاب "القواعد الذهبية لنابليون هيل"..
متى سنعرف أن النجاح الحقيقي في الحياة يقاس بمدى خدمته للإنسان.
فالرغبة هي المنطلق الذي يبدأ منه العقل عمله...الرغبة العميقة هي بداية كل إنجاز إنساني.
إنجازاتك في الحياة تعتمد على وضوح الخطط التي وضعتها لتحقيق مرادك.
لا يمكن قهر الإنسان الذي يأخذ من الوقت ما يكفي لوضع خطة واضحة المعالم وتتميز بالمنطق السليم والتوازن, والتي تفيد كل من تؤثر عليهم, ثم يكتسب الثقة بالنفس للسير على هداها حتى النهاية رغم كل المصاعب والعقبات.
العمل والتضحية هما كلمة السر للوصول إلى ذرا النجاح.
وقد أثبتت لي التجربة بما لا يدع مجالا للشك أن الشخصية لا ينبغي أن تترك للمصادفة! فيمكن السير على نمط معين لبناء الشخصية كما هو الحال عند بناء بيت يتطابق في النهاية مع الخطط الموضوعة سلفاَ لبنائه.
بوسع الإنسان إعادة بناء شخصيته في فتره زمنية وجيزة, تتراوح ما بين بضعة أسابيع وبضع سنوات, اعتمادا على العزيمة والرغبة اللتين يتحلى بهما المرء لإنجاز  تلك المهمة.
إن شخصية المرء ما هي إلا مجموع عاداته و سلوكياته الأخلاقية.
أن تصقل القدرة على ضبط النفس, فيجب أن تتعلم كيفية تلقي كل أنواع العقاب والإساءة دون الرد عليها بالمثل. وضبط النفس هذا جزء من الثمن الذي يجب دفعه لإتقان قانون المجازاة.
أنت صاحب القرار فيما تريد أن يفعله المحيطون بك, وأنت من بيده القدرة على دفعهم إلى فعله من خلال قانون المجازاة !
إذا كنت تريدني أن "أرد بالمثل" , فيمكنك  فعل ذلك بأن تغرس في عقلي الانطباعات الحسية أو الإيحاءات التي تتمنى أن تخلق لدي رد الفعل المناسب واللازم. أي "الرد بالمثل".
ثمة مثلث تتألف أضلاعه من المثابرة والإيحاء الذاتي والعادة.
وتعتبر المثابرة بمثابة حبل متين يربط الإيحاء الذاتي والعادة معاً.
قال "دزرائيلي": " لقد ربيت نفسي, بعد كثير من التأمل , على قناعة بأن الإنسان الذي يمتلك هدفا يصر عليه سيحققه لا محالة, وأنه ما من شيء يمكن أن يقف في طريق إرادة لا تترد في المخاطرة بالحياة نفسها في سبيل تحقيقه".
قال السير "جون سيمبسون": "الرغبة التي تقف وراءها حماسة متقدة وإرادة لا تعرف الوهن بوسعها فعل المستحيل, أو ما يبدو كذلك لمفتقدي الحماس والواهنين".
أنت تعرف المثابرة المتأصلة لدى البعض والتي نحس وكأنها قوة لا تقاوم عند مقابلتهم وندخل في حالة من الصراع مع قوة عزيمتهم التي لا تلين, إننا كثيرا ما نطلق على هذا "قوة إرادة" ولكنها المثابرة, تلك الصفة التي تعني إحكام القبض على الأشياء.
يجب على المرء أن يتعلم أن لا يكف عن محاولة تحقيق هدفه مهما كانت الظروف وبعزيمة لا تلين, مما سيمكنه من الضغط بقوة على ذلك الهدف حتى يتشكل في النهاية بالكيفية التي يريدها.
بمجرد تحديد الهدف, ثم إما الموت أو الانتصار. بمقدور تلك الصفة فعل أي شيء يمكن فعله بهذه الحياة.
إن فكرة واحدة كبيرة هي كل ما يحتاجه أو يستطيع المرء الاستفادة منه حقا في هذه الحياة.
ينبغي على المرء أن يتحلى بالعناد الشديد و يرفض التخلي عن شيء صرف انتباهه إليه أو كانت له رغبة فيه.
إننا نكرر جازمين أن القوة تولد من رحم المصاعب والإخفاقات .!
الواقع أن الإنسان إذا رسم صورة داخل عقله لأي بيئة أو حالة أو شيء , وإذا وجه تركيز العقل إلى هذه الصورة بدرجة كافية من الوقت والمثابرة , وكانت هناك مساندة جيدة متمثلة في رغبة قوية في الشيء المتصور فإن المسافة الفاصلة بين الصورة وتحقيقها بشكلها المادي الملموس أو العقلي المتصور لن تتجاوز خطوة صغيرة.
الربط _ التركيز _ التكرار ثلاثية تشكل الحليف الرئيسي للذاكرة !
لن تستطيع الوصول إلى الدرجة القصوى أو حتى المتوسطة للفعل البناء الناتج عن العقل السليم إلا بعدما تتعلم كيفية السيطرة عليه وإبعاده عن مثيرات الغضب أو الخوف !
وهذان الأمران, الغضب والخوف , هما استجابتان سلبيتان للانفعال مدمرتان لعقلك , ومادمت سمحت لهما بالبقاء , فثق أن النتائج ستكون غير مرضية وبعيدة كل البعد عما يمكنك تحقيقه.
تعلم شيئا عن قوى عقلك , وعندها ستشعر بالتحرر من لعنة الخوف وتصبح مفعما بالإلهام والشجاعة.
كل حركة من الجسم الإنساني يتحكم فيها ويوجهها التفكير.
إذا كان صحيحا أن وجود أي فكرة بعقلك الواعي من شأنها أن تحفزها على القيام بنشاط عضلي جسماني يتطابق مع تلك الفكرة, ألن تستطيع فهم ميزة العناية بانتقاء الأفكار التي تسمح لها بأن تسكن عقلك ؟
الإنسان يستطيع فعل أي شيء تقريبا مع أي شخص عندما يعرف كيف يؤثر على عقله .
إن النفوس العظيمة دائما ما تسكن هؤلاء الذين لا يسرعون نحو الغضب وقلما يحاول تدمير أحد رفاقه أو هزيمته في مجال عمله.
سوف تدرك, ربما للمرة الأولى في حياتك, أنك تمتلك القدرة على تحقيق أي شيء تريد تحقيقه! سوف تدرك أن نجاحك في أي مهمة لن يعتمد كثيرا على الآخرين وإنما يتوقف إلى حد كبير عليك أنت.
يرقد في مخك عبقري نائم ولن يستيقظ إلا بممارسة الثقة بالنفس , وإذا استيقظ , فستفاجأ من قدر ما يمكنك إنجازه, وستدهش كل من كانوا يعرفونك قبل حدوث هذا التحول لك .
إن الإيمان هو الأساس الذي ترتكز عليه الحضارة, فما من شيء يبدو مستحيلا عندما يبنى على الإيمان كحجر زاوية لبناء ثقتك بنفسك.
إن مدى إيمانك بأي شيء إنما هو محصلة للانطباعات الحسية التي وصلت إلى عقلك .
فالعقل هو المحصلة الإجمالية لكل الانطباعات الحسية التي تشربها المخ, ومن ثم يمكن فهم مدى أهمية استناد تلك الانطباعات الحسية على الصدق.
إننا نؤمن بما نكرره.
فالعقل البشري يستاء من إجباره على أي شيء, ومن ثم  , فلكي تغرس فكرة في عقل المرء بطريقة تجعل تلك الفكرة دائمة معه إلى الأبد , فيجب أن تقدم له بحيث يرحب بها المرء ويكون على استعداد لقبولها.
إن الإيحاء الذاتي , هو المبدأ الوحيد المعروف والذي يستطيع أي إنسان من خلاله تغيير نفسه, مهما كان النمط الذي اختار العيش فيه.
معروف أن العقل الباطن ينفذ كل ما يؤمر به, فهو لا يطرح أسئلة , ولكنه يعمل بناء على الانطباعات الحسية التي تصله عبر الحواس الخمس.
إن العقل يفرز ما تغرسه فيه من خلال الحواس الخمس.
يبدو أن ثمة قانونا عقليا ينص على أن أي شيء يشغل العقل سيتحول في الغالب إلى واقع ملموس.
أفضل توقيت لعلاج خيالك بالليل حينما تذهب إلى الفراش للنوم.
المستقبل يبدأ من الغد وليس اليوم, ولكنك تصنع مستقبلك من اليوم.
إن السبيل الوحيد لاكتساب أية صفة  بالعقل هو التركيز عليها والتفكير فيها واستخدامها.
إن الإيحاء أكثر فعالية من الطلبات أو الأوامر الصريحة.
اغرس في عقل أي شخص , من خلال مبدأ الإيحاء , الطموح إلى النجاح في أي مهمة توليها إياه , وسترى أن القدرة الكامنة لذلك الشخص قد أثيرت وأن قواه قد زادت تلقائيا.
فالإيحاء هو نقل ثقتك ووقتك إلى شخص آخر , وبذلك تستطيع جعل الآخرين يؤمنون بما تشاء ويفعلون ما تريد.
لا يمكن أن يتأتى النجاح في الحياة الشخصية أو العملية إلا من خلال تكوين عادات سليمة , ولا يمكن اكتساب العادات السليمة إلا من خلال فعل الشيء عمدا حتى تجد نفسك تفعله تلقائيا ودون وعي منك.
عند تكوين أية عادة ( بتكرار الفكرة أو السلوك) , فإن العقل يميل إلى إلصاق نفسه بتلك العادة وإتباعها تماما.
العادة هي قوة يدركها الإنسان متوسط الذكاء, ولكنه لا ينظر إلا إلى الجانب السلبي منها. وصدق من قال إن الإنسان "ابن العادة". وأن العادة عبارة عن حبل, نفتل فيه خيطا كل يوم, وهكذا تزداد العادة قوة حتى لا نستطيع الخلاص منها.
إن أفضل طريقة (بل ويمكنني القول إنها الطريقة الوحيدة) التي يمكن التخلص بها من العادات القديمة هي تكوين عادات جديدة لتقابل وتحل محل العادات غير المرغوب بها.
العقل أشبه بالحرباء التي تغير لونها بما يتوافق مع بيئتها.
العادة بنت البيئة_حيث تنشأ نتيجة فعل نفس الشيء بنفس الطريقة مراراً وتكراراً, نتيجة التفكير في نفس المعتقدات مرة بعد أخرى.
اعتد فعل الأشياء في الوقت الذي يجب فعلها فيه وفي الترتيب الذي تريد فعلها أنت به , فعادات مثل هذه تعتبر مثل "الطرق" التي "يسير" عليها العقل , والطرق الأقل مقاومة لصفة السرعة , والدافعية ’ والمثابرة, والدقة , وضبط النفس , هي التي تؤدي إلى النجاح.
"يجب أن تركز. يجب ألا تحمل شيئا عديم القيمة في ذهنك. يجب أن تركز على الأشياء التي تهتم بها وتطرح من ذاكرتك كل ما لا يهمك. يجب ألا تتم عملية التنظيف موسمياً, بل يجب أن تنظف ذاكرتك يومياً, بحيث تترك مساحة _ إن جاز التعبير _ للمخزون الجديد من المعلومات المفيدة" آرثر كونان دويل.
الفرد الذي يكتشف طريقه لاستثارة عقله وتنبيه عقله إراديا ويدفعه إلى تخطي متوسط درجة التوقف دائما ما يلقى الشهرة ويحظى بالثراء مقابل جهوده المبذولة , وإذا كانت جهوده تلك ذات طبيعة بناءة.
قانون التغذية والاستخدام الذي ينطبق على كل شيء حي وله أطوار نمو, و ينص على أن كل شيء حي لا يتم تغذيته أو استخدامه سيموت حتما.
فكما يؤدي الظلام إلى نوم العين , فإن الصمت يفعل الأمر نفسه مع الأذن , وتعمل أذناك على تأمين الصمت بعدم استجابتها للمثيرات الصوتية.
إن القوة عبارة عن معرفة منظمة يتم التحكم فيها وتوجيهها إلى غايات تقوم على العدل والإنصاف لكل هؤلاء الذين يطولهم تأثيرها.
وما من قوة يمكن اكتسابها إلا من خلال التنظيم الموجه بذكاء.
الذاكرة الدقيقة هي تلك التي تستطيع اكتسابها بنفس الأسلوب الذي يستطيع به المصور الحصول على صورة بدرجة عالية من الدقة, وذلك من خلال تعريض النيجاتيف لضوء بحيث تظهر كل المعالم والخطوط والأضواء والظلال ويتم تسجيلها على العدسة الحساسة بعقلك الباطن!
إن الطبيعة تبوح بأسرارها لمن يريد معرفتها.

الأربعاء، 10 يوليو 2013

أفكار من وحي الحياة _ عبدالرحمن النهار




استوحى الكاتب فكرة كتابه من برنامج اذاعي جمع من خلاله اقتباسات وافكار انتجت كتاب جميل ومحفز .

أترككم مع مقتطفات من كتاب "أفكار من وحي الحياة _ عبدالرحمن النهار":

 

المستقبل ينتمي إلى هؤلاء الذين يعدون له اليوم. (مالكوم إكس)

 

لا تضع كل أحلامك في شخص واحد...

ولا تجعل رحلة عمرك وجه شبه شخص تحبه مهما كانت صفاته..

ولا تعتقد أن نهاية الأشياء هي نهاية العالم..

فليس الكون هو ما تراه عيناك...

 

يقول عالم النفس الأمريكي الشهير (وليم جيمس) : " إن أعظم اكتشاف يتمثل في قدرة الانسان على تغيير مجرى حياته إذا ما غير تفكيره".

النفس وحدها هي مصدر السلوك والتوجيه حسب ما يغمرها من أفكار ويصبغها من عواطف ..ونحن نستطيع  أن نصنع من أنفسنا مثلا رائعة إذا أردنا , وسبيلنا إلى ذلك تجديد أفكارنا ومشاعرنا .

 

يقول (جيمس الآن) مؤلف كتاب (مثلما يفكر الإنسان):"سيكتشف الإنسان أنه كلما غير أفكاره تجاه الأشياء والأشخاص الآخرين , ستتغير الأشياء بدورها والأشخاص الآخرون بدورهم .. دع شخصا يغير أفكاره, وستندهش للسرعة التي ستتغير بها ظروف حياته المادية".

عندما تنفرد بقناعة (صحيحة) تختلف عن كل قناعات الآخرين.. عندما يكون سقف طموحك مرتفعا جدا عن الواقع المحيط.. هل تستلم للآخرين , ونخضع للواقع..وتشرب الكأس؟..

(غاليليو) الذي أثبت كروية الأرض لم يصدقه أحد واتهم بالجنون وسجن حتى مات...

وبعد(350) سنه من موته اكتشف العالم , أن الأرض كروية بالفعل , وأن غاليليو كان العاقل الوحيد في هذا العالم في ذلك الوقت .

الإنسان الهادئ هو الذي يستطيع أن يفوز بقلوب الآخرين , وينال إعجابهم , وإن الهدوء_بكل ما يعنيه من معنى_ لقادر على صنع العجائب والتأثير في النفوس الغليظة.

 

يقول (وليم بوليثو):"ليس أهم شيء في الحياة أن تستثمر مكاسبك , فإن أي أبله يسعه أن يفعل ذلك . لكن الشيء المهم حقا في الحياة هو أن تحول خسائرك إلى مكاسب , فهذا أمر يتطلب ذكاء وحذقا , وفيه يكمن الفارق بين رجل كيس ورجل تافه".

لا يتأثر الانسان بما يحدث مثلما يتأثر برايه حول ما يحدث .

الأعمال الناجحة والإبداعية تنبع دائما من أناس واجهوا الخطر ووصلوا إلى النهاية القصوى للتجربة..إلى نقطة لا يستطيع أي كائن إنساني عادي أن يصلها..وكلما ازدادت جرأة الإنسان على التوغل..كلما اصبحت حياته أكثر جدارة بالاحترام, وأكثر ذاتية, وأكثر تفردا.. (شاعر وأديب ألماني)

 

الحياة إصرار على الرغم من الإخفاق , ونهوض على الرغم من السقوط.. إنها وقفة التحدي في أعماقنا , لذلك , لكي نعيش الحياة يجب أن نعرف يجب أن نسأل ونفهم , ولكي نفهم يجب أن نعمل ونتحرك.

يقول عالم النفس (ناثانيلبراندين):"ينبغي أن نتعامل مع الخوف والألم ليس على أنهما مؤشر لغلق أعيننا , بل لنفتحها أوسع وأوسع , فعندما نغمض أعيننا ينتهي بنا الأمر إلى أحلك مناطق الراحة , وهناك ندفن".

إن التفكير في مشكلة ما إلى أبعد من مدى معين يخلق القلق , ويولد الاضطراب , فتصبح المداومة على التفكير ضررا يجب اجتنابه . العقل كالحقل , وكل فكرة نفكر فيها لفترة طويلة هي بمثابة عملية ري , ولن نحصد سوى ما نزرع من أفكار سلبية أو إيجابية.

وليس ثمة إلا طريقة واحدة يمكن بوساطتها أن تصبح الأحداث الماضية إنشائية مجدية , تلك هي تحليل الأخطاء التي وقعت في الماضي , والاستفادة منها , ثم نسيانها نسيانا تاما.

يقول (هاريت سويت) :" ؟إذا وجدت نفسك محشورا في وضع صعب وكل شيء يبدو ضدك إلى أن تشعر أنك لا تستطيع الاستمرار في ذلك , ولو لدقيقة واحدة , فلا تتراجع أبدا , لأن تلك اللحظة الحرجة سوف تشهد مولد النجاح".

إن الشدائد مهما تعاظمت وامتدت لا تدوم على أصحابها . ولا تخلد على المصابين بها , بل إنها أقوى ما تكون اشتدادا وامتدادا واسودادا, أقرب  ما تكون انقشاعا وانفراجا وانبلاجا ,, عن يسر وملاءة,وفرج وهناءة , وحياة رخية مشرقة وضاءة , وهكذا في نهاية كل ليل قاتم .. فجر صادق.

أن أكون أصغر إنسان وأملك أحلاما , والرغبة في تحقيقها ..

أروع من أن أكون أعظم إنسان بدون أحلام وبدون رغبات. (جبران خليل جبران)

فإن كنت تتفاخر بإنجازات الأجداد والآباء , وتتحدث عن الماضي وحسب , فهذا يعني الهروب من مواجهة الواقع إلى الخلف , لأن الذي يملك حاضرا لا يكثر الحديث عن بطولات الماضي . إن نجاح الأمس هو إخفاق اليوم , فلو كنت الأول على منافسيك منذ خمس سنوات , وظللت تفتخر بهذا النجاح , فهذا يدل على انك أخفقت في السنوات الأربع الماضية ,ما دمت عجزت عن صناعة نجاح جديد , وآثرت الانتساب إلى الماضي.

يقول (جورج برناردشو):" يكمن سر التعاسة في أن يتاح لك وقت لرفاهية التفكير , فيما إذا كنت سعيدا أو لا , فلا تهتم بالتفكير في ذلك بل ابق منهمكا في العمل , عندئذ يبدأ دمك في الدوران , وعقلك بالتفكير , وسرعان ما تذهب الحياة الجديدة في القلق من عقلك؟ اعمل ابق منهمكا في العمل , فإن هذا أرخص دواء موجود على وجه الأرض وأفضله".

 

 

هل تعرف السبب الذي يقف حائلا دون تحقيق الإنسان ما يريده؟..

إنه عدم التركيز, فالأشخاص الذين يركزون على ما يريدون تحقيقه هم الذين يحققون النجاح , أما الذين يتخلون عن التركيز فهم الذين يسيرون بخطى متعثرة.

إن التفكير في مشكلة ما إلى أبعد من مدى معين يخلق القلق , ويولد الاضطراب , فتصبح المداومة على التفكير ضررا يجب اجتنابه . العقل كالحقل , وكل فكرة نفكر فيها لفترة طويلة هي بمثابة عملية ري , ولن نحصد سوى ما نزرع من أفكار سلبية أو إيجابية.

وليس ثمة إلا طريقة واحدة يمكن بوساطتها أن تصبح الاحداث الماضية إنشائية مجدية , تلك هي تحليل الأخطاء التي وقعت في الماضي , والاستفادة منها , ثم نسيانها نسيانا تاما.

كم من أوضاع معقدة فكتها أدوات بسيطة ,  لأن التحدي الكبير ليس في توافر الأداة , بل في توافر العقل المشبع بنمط التفكير الثائر على الواقع , المتمرد على الهزيمة , المستعصي على الانبطاح , فالعقل إن آمن بقدرته على فك التعقيد أبدع أدوات البطولة .

فمن شروط النجاح , أن تتلازم حالتا العمل والتربية معا.. أما أن تمضي السنوات تلو السنوات , ولا يسأل أحد نفسه عن إنتاجيته الحقيقة في مجتمعه , ودوره في عملية استنهاض المجتمع , بحجة أنه يربي نفسه , فهو مؤشر خطير يشير إلى تخلف الحالة الفكرية.

على المرء أن يشغل ذاته بكل عمل يجعل من هذه الحياة

شيئا محتملا في هذا العالم ... (فولتير)

يقول (دوسكوجروموند) :" لو قدر علي أن أفقد كل مواهبي وملكاتي , وكان لي اختيار في أن أحتفظ بواحدة فقط, فلن أتردد في أن تكون هذه الواحدة هي القدرة على التحدث , لأنني من خلالها سأستطيع أن أستعيد البقية بسرعة".

الكلام فن ... وقلما تجد من يجيده , فبالرغم من أن كل الناس يتكلمون , إلا ان القليل منهم من يجيد الكلام , فلا يستخدم ذوقه وعقله عندما يريد أن يتكلم , ولذا تراه يتحدث بأسلوب منفر , وتراه يضع الكلام في غير مواضعه مما قد يثير الكثير من المتاعب .

 

أختم مقتطفاتي بزهرات انتقاها الكاتب بعناية وضمها في اخر كتابه .. شكرا جزيلا لك

أ. عبدالرحمن فالكتاب منحني حافز رائع لتحريك عجلة حياتي للأفضل..

إذا لم تحاول أن تفعل شيئا أبعد مما قد أتقنته فإنك لا تتقدم أبدا. (رونالد اسبورت)

قد يتقبل الكثيرون النصح, لكن الحكماء فقط هم الذين يستفيدون منه. (بابيليليوس سيرس)

إن العالم ملك للمتفائلين , والمتشائمون ليسوا سوى مشاهدين. (فرنسوا غيزو)

الجاهل يؤكد, والعالم يشك , والعاقل يتروى.(ارسطو)

إن ما نتوق إليه ونعجز عن الحصول عليه أحب إلى قلوبنا مما قد حصلنا عليه . (جبران خليل جبران)

يقول لك المرشدون: اقرأ ما ينفعك.... ولكن أقول لك : انتفع بما تقرأ. (عباس محمود العقاد)

كل طريق إلى العظمة يمر بالصمت . (نيتشه)

الحياة رسالة ...

    والعمر رحلة...

وما نحن إلا مسافرون في رحلة الحياة .

أجمل السفر سفر الإنسان في أرجاء نفسه ..

مستكشفا خفاياها باحثا عن معنى لها .

وإن أثمن كنز يمكن أن نعثر عليه في داخلنا هو فكرة .

أيها الإنسان : ... كن أقل فضولا بالناس  , وأكثر فضولا بالأفكار.