الاثنين، 15 يناير 2018





قواعد العشق الأربعون _ إليف شافاق


سبحان من ينزل العزاء قبل المصائب, وسبحان من يرسل أيدي الأصدقاء لتنتشلنا دون أن يعلموا أحيانا أننا نغرق, شكرا منيرة السنمبل على الإهداء الجميل الذي أتى في التوقيت الغير متوقع , كنت دايما الاحساس الذي يسكنني و في أحيانا كثيرة الكلمات التي تستنطقني, شكرا لك من القلب.


تأتي رسائل الله أحيانا أقسى مما نظن, في لحظة نعتقد أن فقدان عزيز, خسارة وظيفة , رحيل صديق, انكسار حلم, نهاية العالم الذي نحياه. بينما الحقيقة الغائبة التي يرسلها الله لنا في طي تلك الرسائل إنها نهاية الوهم الذي عشناه سواء كانت تتعلق تلك الرسائل بالأحلام أو الأشخاص أو المواقف. لوهلة تعتقد أحيانا أن الخسائر التي نجمت عن المواقف, الظروف, الأحداث, الأشخاص  لا تجبر. ليأتي جبر الله أعظم يليق بحجم انكسارك ان تعلق قلبك به وحده وتركت له كل ما كان وكل ما هو كائن و ما سيكون.


الرواية كانت الرسالة التي احتجت إليها في متاهة الحياة لتعيد لي ايماني أن العقل محله القلب وأن كل شعور, إحساس, أو حتى قرار عليه أن يمر بالقلب أولا ليتفحصه. فالقرارات والاحاسيس التي تصدر من القلب لا تخطئ أبدا.

على الرغم أني لم أتفق في مواضع كثيرة مع الرواية ولدي العديد من التحفظات عليها إلا أني خرجت بأعظم اجابة والتي تكونت في هيئة سؤال: في كل حدث , ظرف , موقف أو حتى شخص مهم أو غير مهم اسال قلبك ؟ السؤال الذي يسكنك والجواب الذي يسكنك أيضا صحيح..


أخيرا سأختم وصفي لهذه الرواية باقتباس أبيات الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
دواؤك فيــــــك ومــــــــا تشعــــــــــر ودواؤك منــــك ومــــا تبصـــــــــر
وتحسب أنـــــــك جرم صغيـــــــــــــر وفيك انطوى العالـــــم الأكـبــــــــر






أترككم مع مقتطفات من الرواية :
_إن الطريق إلى الحقيقة يمر من القلب , لا من الرأس فاجعل قلبك, لا عقلك. دليلك الرئيسي. واجه تحد وتغلب في نهاية المطاف على "النفس" بقلبك. إن معرفتك بنفسك ستقودك إلى معرفة الله.


_ مهما حدث في حياتك,  ومهما بدت الأشياء مزعجة, فلا تدخل ربوع اليأس. وحتى لو ظلت جميع الأبواب موصده, فإن الله سيفتح دربا جديدا لك.


_تقول قاعدة أخرى : لا يعني الصبر أن تتحمل المصاعب سلباً, بل يعني أن تكون بعيد النظر بحيث تثق بالنتيجة النهائية التي ستتمخض عن أي عملية. ماذا يعني الصبر؟ إنه يعني أن تنظر إلى الشوكة وترى الوردة, وأن تنظر إلى الليل وترى الفجر.


_لا تحاول أن تقاوم التغييرات التي تعترض سبيلك, بل دع الحياة تعيش فيك. ولا تقلق إذا قلبت حياتك رأسا على عقب. فكيف يمكنك أن تتعلم أن الجانب الذي اعتدت عليه أفضل من الجانب الذي سيأتي؟


_لا أظن أن هناك مشكلة مع الحزن . بل على العكس تماما – فالنفاق هو الذي يجعل الناس سعداء, أما الحقيقة فتجعلهم يشعرون باليأس.


_ لا تهتمي إلى أين سيقودك الطريق, بل ركزي على الخطوة الأولى. فهي أصعب خطوة يجب أن تتحملي مسؤوليتها. وما إن تتخذي تلك الخطوة دعي كل شيء يجري بشكل طبيعي وسيأتي ما تبقى من تلقاء نفسه. لا تسيري مع التيار, بل كوني أنتِ التيار.


_ في هذه الحياة تحاشى التطرف بجميع انواعه, لأنه سيحطم اتزانك الداخلي .


_إن ما نحتاج إليه هو أن نبحث في أنفسنا بصدق, لا أن نترصد عيوب الآخرين ونتصيدها.


_يخيل إليك أنه لم يعد بوسعك مواصلة الحياة, يخيل إليك أن نور روحك قد انطفأ,  وأنك ستعيش في الظلام إلى 
الأبد, لكن عندما يبتلعك الظلام الدامس, وعندما تطبق عيناك على العالم, تفتح عين ثالثة في قلبك . عندها فقط تدرك أن البصر يتناقض مع المعرفة الداخلية, فلا يمكن لعين أن ترى بوضوح وحدة مثل عين العشق. وبعد الحزن يأتي فصل آخر واد آخر , أنت آخر. وتبدأ برؤية الحبيب الذي لا يمكن أن تجده في أي مكان , تراه في كل مكان.


ولو استمريت بالاقتباس لن أتوقف ابدا فالرواية تحمل في طياتها العديد من المعاني العظيمة.