الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

حــــول العــالـــم في 200 يـــــوم _ أنيــــــس منصـــور




كان الكتاب بالنسبة لي بمثابة منظار صغير يوضح الفرق بين الفترة التي عاشها الكاتب أثناء تدوينه لهذا الكتاب والفترة التي أعيشها أثناء قرأته,على الرغم من قصرها إلا أن هناك مفارقات شاسعة حدثت بين العهدين جعلتني أعي حجم النعم الكثيرة التي نتمتع بها في عصرنا الحالي ,,أترككم مع مقتطفات من كتاب"حـــول العالــــم" للكاتب أنيس منصور. يقول الكاتب :
قد جاءت صفحات هذا الكتاب صورة لأفكاري ومتاعبي ومشاكلي.. فقد كتبتها, جالسا مقرفصاً. في سريري, هرباً من البعوض, وأحياناً خوفاً من الأفاعي والعقارب, وكتبتها تحت أشجار الموز, وكتبتها في ظلال جوز الهند, وعلى منضدة استأجرتها من حديقة الدومين في مدينة سيدني, وكتبتها على مصابيح الجيشا في كيوتو, وسجلتها وأنا مريض, وسجلتها وأنا خائف من الطريق الطويل الذي لم يمش فيه أحد قبلي..
إن كل الذي استطعت أن أعرفه في دوراني حول العالم هو أنني أستطيع الكثير.. وأن كل إنسان يستطيع أن يفعل الكثير.. أن يأكل رغيفا في اليوم, وأن يعمل عشرين ساعة.. دون أن يتعب.
ففي كل إنسان قوة هائلة, لا يستطيع أن يستغلها..
وفي كل إنسان كنز من الحيوية والقدرة على الفهم والقدرة على الاحتمال والصبر.
وأننا لا ننفق من هذا الكنز إلا القليل..
وأن الإنسان يأكل ويشرب وينام أكثر مما يجب.
وأنه يعمل أقل مما يجب..
وأنه يخاف أكثر مما ينبغي.
وأنه لا يعرف نفسه.. وأنه لا يعرف حدوده الشاسعة الواسعة..
يكفيني أن أذهب إلى مكان جديد. فأي بلد جديد هو الجنة بالنسبة للبلد الذي قبله.. فليس أروع ولا أمتع من رؤية بلد جديد.. ومن معرفة شيء جديد.. ومن الخوف من جديد والقلق من جديد.. و الاطمئنان من جديد!
العواطف هي التي تخلق الصورة التي يعبر عنها الإنسان.
الإنسان ينسى كل شيء يكرهه أو يضايقه.. فالنسيان هو" الكماشة" التي تخلع المسامير من أحذية حياتنا ونحن لا ندري..
وهنا أستعرض من كل بحر قطرة فالكاتب أغرقني بالمعلومات عن المناطق التي زارها ولكن سأدون ما استوقفني ..
الهنــــد..
إن الهند ليست دولة ولكنها قارة واسعة.
الرجل الهندي يستطيع أن يعيش في أسوأ الظروف وفي أصغر مساحة من الأرض وبأقل طعام وشراب ممكن. ولا يشكو , ويجد من دينه وفلسفة بلاده ما يجعله يرضى بهذا القليل من كل شيء.
ولكن أي أجنبي في الهند يملك من الحريات ما لا يملكها في بلده.. فأنت في الهند تستطيع أن تمشي نصف "عريان" وأن تطيل لحيتك وشاربك. وأن تنظر إلى الأرض , وأن تنظر إلى السماء. وأن تأكل والطعام في يدك وأن تضعه على الأرض.. وأن تموت من الجوع وأن تموت من الشبع..

سنـــغافــورة..
سنغافورة معناها مدينة الأسد ولها قصة غريبة.. فقط اشتراها ضابط إنجليزي بخمسة آلاف جنيه من سلطان جوهور منذ 145 عاماً. والضابط الإنجليزي اسمه رافلس , وكان يبحث عن قاعدة بريطانية يضرب منها الهولنديين.. وقرر رافلس أن يجعل هذا الميناء حرا, تدخله كل البضائع وكل الفلوس بجميع ألوانها. ومازالت سنغافورة حرة, ولاتزال فيها كل فلوس هذه المنطقة.. واسم رافلس هذا في كل ميدان ورصيف وشارع.

الصيــــن..
إن أول إنسان شرب الشاي كان في سنة 2727 قبل ميلاد المسيح. وهذا الإنسان هو الإمبراطور شن توانج, وكان من عادة هذا الإمبراطور أن يغلي الماء قبل شربه وقد حدث وهو يشهد عملية غليان الماء أن سقطت ورقة جافة من إحدى الأشجار وانزعج الإمبراطور ولكنه لاحظ أن هذه الورقة قد غيرت لون الماء فوضع أوراقاً أخرى وأعجبه اللون والطعم. وكان الإمبراطور أول شريب للشاي في العالم.
أي مكان كأي مكان .. والحياة عمل.
الصينيون في غاية النشاط والنظافة والبساطة. والرجل الصيني لا يتعب من العمل وذكي ويرغمك على أن تشتري منه بأي شكل..
إن الرجل الصيني عنده جلد على العمل أكثر من أي إنسان بالدنيا. فالصيني يقبل أي أجر ويقبل الحياة في أية ظروف.
إن الصيني خطر على أناس كثيرين .. لأنه الآلة الإنسانية التي اذا اشتغلت تعطلت ملايين الأيدي.
فالعمل دين, والصينيون متعصبون لدينهم.. والدين المعاملة والصينيون يحسنون المعاملة.
لا يوجد شيء مستحيل عند الرجل الصيني. والذين جاءوا من اليابان يقولون : إن الرجل الياباني يرى أن الرجل الصيني بليد وغبي وبطئ جداً!
فالأمانة من أهم خصائص المجتمع التجاري ولا تنس أننا زراعيون وأخلاقنا زراعية يعني فلاحين!


استراليــــــا..
أستراليا معناها : الأرض الجنوبية, لأنها في جنوب العالم المعروف.. أي جنوب آسيا.
يقول أصحاب الملايين اللبنانيون إن النجاح ليس له سر. ولكن الصبر والبساطة في الحياة هما سر النجاح.
يقول روبي سكيف ونحن في قصره الجميل على ميناء سيدني : أعتقد أن سر النجاح هو في التواضع .. فالإنسان يجب أن ينحني لعمله لا ان يجعل العمل ينحني له.. وهناك كثيرون تخرجوا في الجامعة ومعهم شهادات جامعية.. معظم هؤلاء لم ينجح. لماذا؟ لأنهم يترفعون عن العمل بأيديهم بينما ينجح الرجل الذي لم يدخل الجامعة, لأنه يرى أن العمل أكبر منه وأنه تلميذ في جامعة الحياة وأنه لم يتخرج بعد, ولن يتخرج أبداً..


المـــالـديف..
كلمة مالديف _ معناها جزيرة السمك. فكلمة مالد : معناها سمك وديف أصلها "ديب" أو "ذيب" ومعناها جزيرة . والكلمة كلها سنسكريتية.

هونـــج كــونـج..
معنى هونج كونج : شذى الورد .. أو الهواء المعطر.

اليـــابــان..
الحقيقة أن الرجل الياباني يتقن عمله جداً ولا شيء هنا يتم بسرعة.. ولكن من المؤكد أن كل شيء يتم.. ويكفي الرجل الياباني فخراً أن كل شيء في بلده قد صنعه.
الرجل الياباني ليس مخترعاً ولكنه مقلد عبقري.. إنه مقتبس.. إنه يترجم ويتصرف.. إنه بلغة الصحف "مراجع".. يعيد كتابة الموضوعات ويضع لها العناوين ثم يعرضها في الإطار المثير.
لاحظت أن الياباني لا يستطيع ان يفكر في شيئين في وقت واحد فإذا دخلت على ياباني في مكتبه وكان يتحدث في التليفون فإنه لا يمكن أن يراك أو يسمعك أو يلتفت إليك.
اليابان هي المثل الأعلى للدولة التي تقف على قدميها وتضع هاتين القدمين فوق أكتاف الآخرين. والمثل يقول : إن القزم من الممكن أن يرى أكثر من العملاق إذا وقف على كتفيه.
والرجل الياباني يأخذ من كل شيء أحسن ما فيه.
الياباني يفهم بطريقة خاصة, ويجب أن يكون كل شيء محدداً تماماً.


أمـــريــكــا..
المجتمع التجاري هو مجتمع مبني على كثير من الأخلاق.. فالصدق والأمانة الوفاء بالوعد وعدم الغش, كل هذه صفات المجتمع التجاري. فالتاجر لا يكذب لا لأنه مؤمن بمزايا الأخلاق أو مؤمن بدين معين.. ولكن لأن الصدق هو أحسن إعلان له عند الزبون .. والغش هو أسوأ دعاية ضده..

المرأة مقياس لحضارة أي مجتمع.   
هل هي سيدة؟ هل هي خادمة؟ هل تمشي وراء الرجل ؟ إلى جواره؟ أمامه؟ إنها في أوروبا تمشي إلى جواره. وفي أمريكا تمشي أمامه.
مكانة المرأة تدل على عقلية الرجل .. لأن الرجل هو الذي يضع القوانين هو الذي يطبقها ولا شيء يدل على عقلية الرجل ومدى ثقافته وتقدمه أو تأخره غير نظرته إلى المرأة.


أن هذه الحياة أو النفس أو الروح لها وجود حقيقي خارج جسم الإنسان.. ولكن عندما تخرج أو تطرد أو تنطلق من الجسم فإنها تبقى متأثرة بهذا الجسم. فالجسم يشبه الثوب.
كان الشاعر الفرنسي فيكتور هيجو يعزو عظمته إلى شيء واحد هو انه يكتب كل يوم.. وكان شعاره: سطر واحد كل يوم!
أنه ليس من المهم أن تكون أول من يعمل شيئا وإنما المهم هو أن تبقى وأن تستمر وأن تصبر.
والمثابرة تغلب الذكاء, والصبر يغلب الحظ.. والعبرة دائما بالنتيجة!
الحياة علمتني أن الذي لا يعمل لا يأكل , وأن الذي لا يجري وراء اللقمة تجري منه اللقمة. 

السبت، 14 سبتمبر 2013

بيــــــــــــــكــــاســو وستـــاربكــس _ يــاسر حــرب

" إن كل من يريد أن يعمل في الحكومة بعد تخرجه فهو لا يرى أبعد من قدميه". ليست المشكلة في أن نموت, ولكن المشكلة في أن لا نعيش. الفرق بين الأنسان والحياة, أن الحياة لا تعرف متى نهايتها, أما الإنسان فإن نهايته تكون عندما يتوقف عن الحياة. كلما أنصتنا أكثر تعلمنا أكثر . لننس تواريخ ميلادنا قليلا ولنسخر حياتنا, طالت أم قصرت, لعمل أي شيء يعيش أطول من حياتنا نفسها ويبقى بعد أن نرحل, فذلك أفضل ما في الحياة. عندما تخلو النفس من أهداف, فإنها تكون اكثر عرضة للآلام, فالأهداف السامية تشغل الإنسان بعظمتها عن كل ما دونها, وكلما علت همة الإنسان تضاءلت الآلام في عينه. المنفعة أهم من الهدف, والهدف دون خطة يبقى حلماً. العظماء فقط من يرون في الألم أكبر دافع للمقاومة . لا يهم الطريق الذي تسلكه في رحلة الألم, ولكن الأهم هي الطريقة التي تتعامل بها معه. يقول الدلاي لاما : " لا تقلق, فإن لكل مشكلة طريقين, الأول أن يكون لها حل, ولذلك لا تقلق, والثاني ألا يكون لها حل, فلماذا تقلق؟ ". علمت نفسي الإصرار وحب المستحيل , وأقمت حلفا مع المستقبل ليكون نصب عيني بخيره وشره, وألا أتذمر أو أهرب منه, بشرط, أن يعدني هو ألا يخذلني إذا ما أوفيت بعهودي.. وأحسنت الظن بالله تعالى وتوكلت عليه, وكانت تلك البداية. علمت نفسي أن أنحني للريح القوية احتراماً, وأن أكون مرنا مع تقلبات الحياة حتى لا أنكسر, لأن الانكسار من شيم الخاسرين. هل جربت أن تتقبل الحياة كما هي ؟ وأن تتقبل من تحب كما هم لا كما تهوى؟ إن معرفة النفس فضيلة بحد ذاتها . أن تتصالح مع ذاتك يعني أن تقبل الآخر بكل اختلافاته وتناقضاته, ليس لأنك تحبه, ولكن لأنك ببساطة, لا تكرهه. أن تتصالح مع ذاتك ذلك يعني أن تترك الوعظ جانبا وتهبط إلى المجتمع حتى تفهم مكوناته, وتستوعب تقلباته التي تشكل , في خضم تناقضاتها, نسيجه اللامحدود , الذي لم يزده الوعظ تماسكا. يعتقد ابن خلدون بأن الوعظ, في أحيان كثيرة , يؤدي إلى سفك الدماء. فالناس, لبساطتها, تثيرها المشاعر, ويهيجها الكلام الوعظي, فتندفع كبركان ثائر, ليدمر الأخضر واليابس. انظر إلى الشباب من حولك, هل زادهم الوعظ صلاحا؟. أن تتصالح مع ذاتك يعني أن تناهض التعميم, وتعارض فكرة الشمولية. فالتعميم يلغي خصائص الأشياء ويمحق صفات الناس المتباينة, ليحيلهم جميعا إلى قالب واحد. التعميم هو أقرب وصف للظلام. المتصالح مع ذاته يشبه النهر الذي يستمر في صب مياهه العذبة في البحر المالح على الرغم من علمه بأنه لن يحيله حلواَ, فهو يعلم بأن مهمته تكمن في ري الأراضي التي يمر عليها, وليس في تحلية مياه البحر. الفرق بين النخلة والسدرة . فالنخلة ترمي بلحها بعيداَ عن ظلها, وبعد ذلك تذوب البلحة بفعل الطقس, تغوص نواتها في الرمل لتنبت وتورق وتصبح نخلة جديدة . أما السدرة فإنها ترمي بثمرها (النبق) تحتها مباشرة, حيث تمتد أغصانها بكل اتجاه لتغطي الثمر المتساقط الذي يبقى في الظل ثم يموت ولا ينبت شيئا, لأنه يفتقر إلى الشمس والضوء. لا أؤمن بالأمثال كثيرا, وقلما أستخدمها في حياتي , فالأمثال تجارب إنسانية لبشر مروا قبلنا, قد يخطئون وقد يصيبون, وكلامهم ليس من التنزيل حتى ينزه عن الخطأ. إن كثرة جريان (بعض) الأمثال على ألسنة الناس, يبعث في المجتمع بلادة فكرية, وقناعات زائفة , تعطل الإبداع, وتئده قبل بلوغ سن الرشد. الخيارات الحقيقة هي الخيارات التي نقوم بها بأنفسنا لأنها تعكس رغبتنا وطموحاتنا. إن أسوأ سلب لحرية الأنسان لا يكمن بحبسه في السجن, ولكن في سلبه قدرته على الاختيار. الخيارات الحقيقة لا تحتاج إلى وسائل و أدوات, بل تحتاج إلى قدرة على اتخاذ القرارات , وتحتاج إلى إدراك عميق لأنفسنا, لمن نكون ولماذا أصبحنا على ما نحن عليه, وماذا يمكننا أن نصير غداً. إن كثرة الخيارات في حياتنا ليست ظاهرة صحية كما نعتقد أحيانا, فالخيارات المتعددة تفقدنا الانسجام مع الحياة وتنزع منا قدرتنا على تذوق جمال الأشياء البسيطة التي بين أيدينا, وتحيل أنظارنا إلى ما لا نملكه, للتحول حياتنا إلى رغبات , وتتحول إنسانيتنا إلى ماديات. إن المجتمعات التي تتعامل مع الإبداع كقضية رئيسية ومطلب حيوي هي المجتمعات التي تزن كل شيء بالمعرفة . إن أكبر مقيد للحريات الإنسانية وللإبداع الفكري هي المجتمعات الرجعية والمتعصبة, ففي تلك المجتمعات, يتردد المبدع ألف مرة قبل إظهار موهبته خشية من غضب المجتمع ومن مخالفة أعرافه وقوانينه التي لا تمت بعضها للحضارة بصلة, ليتحول الأنسان من مخلوق حر مبدع, إلى عبد للمجتمع. لكن شتان أيضا بين برامج جادة في البحث عن الإبداع , وبين برامج لا تعدو كونها تسلية مبتذلة وبذيئة تبثها بعض القنوات العربية . يعرف إدوارد ديبونو الإبداع بقوله: " هو الهروب من أنماط الحياة المتعارف عليها, حتى نتمكن من رؤية الأشياء بصورة مختلفة". إن الحب هو أقوى دافع للإبداع. الإيمان حاجة كونية, نحتاجها لكي نحب. لا يمكننا أن نحب من لا نؤمن بهم , ولكننا نؤمن بمن نحبهم. إن الحب الذي لا يمنحنا الإيمان بأنفسنا هو حب ناقص, لم يعرف طريقه إلى القلب. أليس الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل! بالتأمل هو أن يصفي المرء ذهنه من كل شيء ويجلس في هدوء وسكينة تامة لمدة من الزمن لا يفعل فيها شيئا ولا يشغل تفكيره هم من هموم الحياة. قرأت جملة للدلاي لاما يقول فيها:" عندما يتأمل الإنسان فإنه يسيطر على نفسه, وعندما يسيطر على نفسه فإنه يصبح هادئا وتكون نظرته إلى الحياة هادئة ...وبالتالي فإن تصرفاته وردود أفعاله تجاه الحياة تكون هادئة أيضا". عندما يتأمل الانسان فإنه يسلك طريقا تكون أولى محطاته وأهمها الاسترخاء, وعندما يسترخي الإنسان فإنه يستطيع فعل المستحيل , وعندما يسترخي يكون أكثر قدرة على الإصغاء ومن ثم على اتخاذ القرارات الصحيحة. إن التأمل جوهر جميع الأديان, السماوية وغير السماوية, وفي الإسلام يعرفه البعض على أنه التفكر والتدبر, وفي القرآن ورد ذكر المتدبرين والمتفكرين في مواضع عديدة, فعندما بتدبر الإنسان فإنه يصل إلى الحقيقة دون الحاجة إلى خطب ومواعظ , فالتدبر يحرر الفكر ويشعر الإنسان بما يدور حوله من نواميس الحياة التي تحجب عن البصر وتكشف للبصيرة, وعندما يرى الإنسان ببصيرته فإنه يعرف الله حق المعرفة.

الاثنين، 22 يوليو 2013

القواعد الذهبية _ نابليون هيل



كتاب غني يسرد فيه الكاتب تجربته الشخصية للقواعد التي أوردها وكيف استفاد منها أقصى استفادة أترككم مع مقتطفات من كتاب "القواعد الذهبية لنابليون هيل"..
متى سنعرف أن النجاح الحقيقي في الحياة يقاس بمدى خدمته للإنسان.
فالرغبة هي المنطلق الذي يبدأ منه العقل عمله...الرغبة العميقة هي بداية كل إنجاز إنساني.
إنجازاتك في الحياة تعتمد على وضوح الخطط التي وضعتها لتحقيق مرادك.
لا يمكن قهر الإنسان الذي يأخذ من الوقت ما يكفي لوضع خطة واضحة المعالم وتتميز بالمنطق السليم والتوازن, والتي تفيد كل من تؤثر عليهم, ثم يكتسب الثقة بالنفس للسير على هداها حتى النهاية رغم كل المصاعب والعقبات.
العمل والتضحية هما كلمة السر للوصول إلى ذرا النجاح.
وقد أثبتت لي التجربة بما لا يدع مجالا للشك أن الشخصية لا ينبغي أن تترك للمصادفة! فيمكن السير على نمط معين لبناء الشخصية كما هو الحال عند بناء بيت يتطابق في النهاية مع الخطط الموضوعة سلفاَ لبنائه.
بوسع الإنسان إعادة بناء شخصيته في فتره زمنية وجيزة, تتراوح ما بين بضعة أسابيع وبضع سنوات, اعتمادا على العزيمة والرغبة اللتين يتحلى بهما المرء لإنجاز  تلك المهمة.
إن شخصية المرء ما هي إلا مجموع عاداته و سلوكياته الأخلاقية.
أن تصقل القدرة على ضبط النفس, فيجب أن تتعلم كيفية تلقي كل أنواع العقاب والإساءة دون الرد عليها بالمثل. وضبط النفس هذا جزء من الثمن الذي يجب دفعه لإتقان قانون المجازاة.
أنت صاحب القرار فيما تريد أن يفعله المحيطون بك, وأنت من بيده القدرة على دفعهم إلى فعله من خلال قانون المجازاة !
إذا كنت تريدني أن "أرد بالمثل" , فيمكنك  فعل ذلك بأن تغرس في عقلي الانطباعات الحسية أو الإيحاءات التي تتمنى أن تخلق لدي رد الفعل المناسب واللازم. أي "الرد بالمثل".
ثمة مثلث تتألف أضلاعه من المثابرة والإيحاء الذاتي والعادة.
وتعتبر المثابرة بمثابة حبل متين يربط الإيحاء الذاتي والعادة معاً.
قال "دزرائيلي": " لقد ربيت نفسي, بعد كثير من التأمل , على قناعة بأن الإنسان الذي يمتلك هدفا يصر عليه سيحققه لا محالة, وأنه ما من شيء يمكن أن يقف في طريق إرادة لا تترد في المخاطرة بالحياة نفسها في سبيل تحقيقه".
قال السير "جون سيمبسون": "الرغبة التي تقف وراءها حماسة متقدة وإرادة لا تعرف الوهن بوسعها فعل المستحيل, أو ما يبدو كذلك لمفتقدي الحماس والواهنين".
أنت تعرف المثابرة المتأصلة لدى البعض والتي نحس وكأنها قوة لا تقاوم عند مقابلتهم وندخل في حالة من الصراع مع قوة عزيمتهم التي لا تلين, إننا كثيرا ما نطلق على هذا "قوة إرادة" ولكنها المثابرة, تلك الصفة التي تعني إحكام القبض على الأشياء.
يجب على المرء أن يتعلم أن لا يكف عن محاولة تحقيق هدفه مهما كانت الظروف وبعزيمة لا تلين, مما سيمكنه من الضغط بقوة على ذلك الهدف حتى يتشكل في النهاية بالكيفية التي يريدها.
بمجرد تحديد الهدف, ثم إما الموت أو الانتصار. بمقدور تلك الصفة فعل أي شيء يمكن فعله بهذه الحياة.
إن فكرة واحدة كبيرة هي كل ما يحتاجه أو يستطيع المرء الاستفادة منه حقا في هذه الحياة.
ينبغي على المرء أن يتحلى بالعناد الشديد و يرفض التخلي عن شيء صرف انتباهه إليه أو كانت له رغبة فيه.
إننا نكرر جازمين أن القوة تولد من رحم المصاعب والإخفاقات .!
الواقع أن الإنسان إذا رسم صورة داخل عقله لأي بيئة أو حالة أو شيء , وإذا وجه تركيز العقل إلى هذه الصورة بدرجة كافية من الوقت والمثابرة , وكانت هناك مساندة جيدة متمثلة في رغبة قوية في الشيء المتصور فإن المسافة الفاصلة بين الصورة وتحقيقها بشكلها المادي الملموس أو العقلي المتصور لن تتجاوز خطوة صغيرة.
الربط _ التركيز _ التكرار ثلاثية تشكل الحليف الرئيسي للذاكرة !
لن تستطيع الوصول إلى الدرجة القصوى أو حتى المتوسطة للفعل البناء الناتج عن العقل السليم إلا بعدما تتعلم كيفية السيطرة عليه وإبعاده عن مثيرات الغضب أو الخوف !
وهذان الأمران, الغضب والخوف , هما استجابتان سلبيتان للانفعال مدمرتان لعقلك , ومادمت سمحت لهما بالبقاء , فثق أن النتائج ستكون غير مرضية وبعيدة كل البعد عما يمكنك تحقيقه.
تعلم شيئا عن قوى عقلك , وعندها ستشعر بالتحرر من لعنة الخوف وتصبح مفعما بالإلهام والشجاعة.
كل حركة من الجسم الإنساني يتحكم فيها ويوجهها التفكير.
إذا كان صحيحا أن وجود أي فكرة بعقلك الواعي من شأنها أن تحفزها على القيام بنشاط عضلي جسماني يتطابق مع تلك الفكرة, ألن تستطيع فهم ميزة العناية بانتقاء الأفكار التي تسمح لها بأن تسكن عقلك ؟
الإنسان يستطيع فعل أي شيء تقريبا مع أي شخص عندما يعرف كيف يؤثر على عقله .
إن النفوس العظيمة دائما ما تسكن هؤلاء الذين لا يسرعون نحو الغضب وقلما يحاول تدمير أحد رفاقه أو هزيمته في مجال عمله.
سوف تدرك, ربما للمرة الأولى في حياتك, أنك تمتلك القدرة على تحقيق أي شيء تريد تحقيقه! سوف تدرك أن نجاحك في أي مهمة لن يعتمد كثيرا على الآخرين وإنما يتوقف إلى حد كبير عليك أنت.
يرقد في مخك عبقري نائم ولن يستيقظ إلا بممارسة الثقة بالنفس , وإذا استيقظ , فستفاجأ من قدر ما يمكنك إنجازه, وستدهش كل من كانوا يعرفونك قبل حدوث هذا التحول لك .
إن الإيمان هو الأساس الذي ترتكز عليه الحضارة, فما من شيء يبدو مستحيلا عندما يبنى على الإيمان كحجر زاوية لبناء ثقتك بنفسك.
إن مدى إيمانك بأي شيء إنما هو محصلة للانطباعات الحسية التي وصلت إلى عقلك .
فالعقل هو المحصلة الإجمالية لكل الانطباعات الحسية التي تشربها المخ, ومن ثم يمكن فهم مدى أهمية استناد تلك الانطباعات الحسية على الصدق.
إننا نؤمن بما نكرره.
فالعقل البشري يستاء من إجباره على أي شيء, ومن ثم  , فلكي تغرس فكرة في عقل المرء بطريقة تجعل تلك الفكرة دائمة معه إلى الأبد , فيجب أن تقدم له بحيث يرحب بها المرء ويكون على استعداد لقبولها.
إن الإيحاء الذاتي , هو المبدأ الوحيد المعروف والذي يستطيع أي إنسان من خلاله تغيير نفسه, مهما كان النمط الذي اختار العيش فيه.
معروف أن العقل الباطن ينفذ كل ما يؤمر به, فهو لا يطرح أسئلة , ولكنه يعمل بناء على الانطباعات الحسية التي تصله عبر الحواس الخمس.
إن العقل يفرز ما تغرسه فيه من خلال الحواس الخمس.
يبدو أن ثمة قانونا عقليا ينص على أن أي شيء يشغل العقل سيتحول في الغالب إلى واقع ملموس.
أفضل توقيت لعلاج خيالك بالليل حينما تذهب إلى الفراش للنوم.
المستقبل يبدأ من الغد وليس اليوم, ولكنك تصنع مستقبلك من اليوم.
إن السبيل الوحيد لاكتساب أية صفة  بالعقل هو التركيز عليها والتفكير فيها واستخدامها.
إن الإيحاء أكثر فعالية من الطلبات أو الأوامر الصريحة.
اغرس في عقل أي شخص , من خلال مبدأ الإيحاء , الطموح إلى النجاح في أي مهمة توليها إياه , وسترى أن القدرة الكامنة لذلك الشخص قد أثيرت وأن قواه قد زادت تلقائيا.
فالإيحاء هو نقل ثقتك ووقتك إلى شخص آخر , وبذلك تستطيع جعل الآخرين يؤمنون بما تشاء ويفعلون ما تريد.
لا يمكن أن يتأتى النجاح في الحياة الشخصية أو العملية إلا من خلال تكوين عادات سليمة , ولا يمكن اكتساب العادات السليمة إلا من خلال فعل الشيء عمدا حتى تجد نفسك تفعله تلقائيا ودون وعي منك.
عند تكوين أية عادة ( بتكرار الفكرة أو السلوك) , فإن العقل يميل إلى إلصاق نفسه بتلك العادة وإتباعها تماما.
العادة هي قوة يدركها الإنسان متوسط الذكاء, ولكنه لا ينظر إلا إلى الجانب السلبي منها. وصدق من قال إن الإنسان "ابن العادة". وأن العادة عبارة عن حبل, نفتل فيه خيطا كل يوم, وهكذا تزداد العادة قوة حتى لا نستطيع الخلاص منها.
إن أفضل طريقة (بل ويمكنني القول إنها الطريقة الوحيدة) التي يمكن التخلص بها من العادات القديمة هي تكوين عادات جديدة لتقابل وتحل محل العادات غير المرغوب بها.
العقل أشبه بالحرباء التي تغير لونها بما يتوافق مع بيئتها.
العادة بنت البيئة_حيث تنشأ نتيجة فعل نفس الشيء بنفس الطريقة مراراً وتكراراً, نتيجة التفكير في نفس المعتقدات مرة بعد أخرى.
اعتد فعل الأشياء في الوقت الذي يجب فعلها فيه وفي الترتيب الذي تريد فعلها أنت به , فعادات مثل هذه تعتبر مثل "الطرق" التي "يسير" عليها العقل , والطرق الأقل مقاومة لصفة السرعة , والدافعية ’ والمثابرة, والدقة , وضبط النفس , هي التي تؤدي إلى النجاح.
"يجب أن تركز. يجب ألا تحمل شيئا عديم القيمة في ذهنك. يجب أن تركز على الأشياء التي تهتم بها وتطرح من ذاكرتك كل ما لا يهمك. يجب ألا تتم عملية التنظيف موسمياً, بل يجب أن تنظف ذاكرتك يومياً, بحيث تترك مساحة _ إن جاز التعبير _ للمخزون الجديد من المعلومات المفيدة" آرثر كونان دويل.
الفرد الذي يكتشف طريقه لاستثارة عقله وتنبيه عقله إراديا ويدفعه إلى تخطي متوسط درجة التوقف دائما ما يلقى الشهرة ويحظى بالثراء مقابل جهوده المبذولة , وإذا كانت جهوده تلك ذات طبيعة بناءة.
قانون التغذية والاستخدام الذي ينطبق على كل شيء حي وله أطوار نمو, و ينص على أن كل شيء حي لا يتم تغذيته أو استخدامه سيموت حتما.
فكما يؤدي الظلام إلى نوم العين , فإن الصمت يفعل الأمر نفسه مع الأذن , وتعمل أذناك على تأمين الصمت بعدم استجابتها للمثيرات الصوتية.
إن القوة عبارة عن معرفة منظمة يتم التحكم فيها وتوجيهها إلى غايات تقوم على العدل والإنصاف لكل هؤلاء الذين يطولهم تأثيرها.
وما من قوة يمكن اكتسابها إلا من خلال التنظيم الموجه بذكاء.
الذاكرة الدقيقة هي تلك التي تستطيع اكتسابها بنفس الأسلوب الذي يستطيع به المصور الحصول على صورة بدرجة عالية من الدقة, وذلك من خلال تعريض النيجاتيف لضوء بحيث تظهر كل المعالم والخطوط والأضواء والظلال ويتم تسجيلها على العدسة الحساسة بعقلك الباطن!
إن الطبيعة تبوح بأسرارها لمن يريد معرفتها.

الأربعاء، 10 يوليو 2013

أفكار من وحي الحياة _ عبدالرحمن النهار




استوحى الكاتب فكرة كتابه من برنامج اذاعي جمع من خلاله اقتباسات وافكار انتجت كتاب جميل ومحفز .

أترككم مع مقتطفات من كتاب "أفكار من وحي الحياة _ عبدالرحمن النهار":

 

المستقبل ينتمي إلى هؤلاء الذين يعدون له اليوم. (مالكوم إكس)

 

لا تضع كل أحلامك في شخص واحد...

ولا تجعل رحلة عمرك وجه شبه شخص تحبه مهما كانت صفاته..

ولا تعتقد أن نهاية الأشياء هي نهاية العالم..

فليس الكون هو ما تراه عيناك...

 

يقول عالم النفس الأمريكي الشهير (وليم جيمس) : " إن أعظم اكتشاف يتمثل في قدرة الانسان على تغيير مجرى حياته إذا ما غير تفكيره".

النفس وحدها هي مصدر السلوك والتوجيه حسب ما يغمرها من أفكار ويصبغها من عواطف ..ونحن نستطيع  أن نصنع من أنفسنا مثلا رائعة إذا أردنا , وسبيلنا إلى ذلك تجديد أفكارنا ومشاعرنا .

 

يقول (جيمس الآن) مؤلف كتاب (مثلما يفكر الإنسان):"سيكتشف الإنسان أنه كلما غير أفكاره تجاه الأشياء والأشخاص الآخرين , ستتغير الأشياء بدورها والأشخاص الآخرون بدورهم .. دع شخصا يغير أفكاره, وستندهش للسرعة التي ستتغير بها ظروف حياته المادية".

عندما تنفرد بقناعة (صحيحة) تختلف عن كل قناعات الآخرين.. عندما يكون سقف طموحك مرتفعا جدا عن الواقع المحيط.. هل تستلم للآخرين , ونخضع للواقع..وتشرب الكأس؟..

(غاليليو) الذي أثبت كروية الأرض لم يصدقه أحد واتهم بالجنون وسجن حتى مات...

وبعد(350) سنه من موته اكتشف العالم , أن الأرض كروية بالفعل , وأن غاليليو كان العاقل الوحيد في هذا العالم في ذلك الوقت .

الإنسان الهادئ هو الذي يستطيع أن يفوز بقلوب الآخرين , وينال إعجابهم , وإن الهدوء_بكل ما يعنيه من معنى_ لقادر على صنع العجائب والتأثير في النفوس الغليظة.

 

يقول (وليم بوليثو):"ليس أهم شيء في الحياة أن تستثمر مكاسبك , فإن أي أبله يسعه أن يفعل ذلك . لكن الشيء المهم حقا في الحياة هو أن تحول خسائرك إلى مكاسب , فهذا أمر يتطلب ذكاء وحذقا , وفيه يكمن الفارق بين رجل كيس ورجل تافه".

لا يتأثر الانسان بما يحدث مثلما يتأثر برايه حول ما يحدث .

الأعمال الناجحة والإبداعية تنبع دائما من أناس واجهوا الخطر ووصلوا إلى النهاية القصوى للتجربة..إلى نقطة لا يستطيع أي كائن إنساني عادي أن يصلها..وكلما ازدادت جرأة الإنسان على التوغل..كلما اصبحت حياته أكثر جدارة بالاحترام, وأكثر ذاتية, وأكثر تفردا.. (شاعر وأديب ألماني)

 

الحياة إصرار على الرغم من الإخفاق , ونهوض على الرغم من السقوط.. إنها وقفة التحدي في أعماقنا , لذلك , لكي نعيش الحياة يجب أن نعرف يجب أن نسأل ونفهم , ولكي نفهم يجب أن نعمل ونتحرك.

يقول عالم النفس (ناثانيلبراندين):"ينبغي أن نتعامل مع الخوف والألم ليس على أنهما مؤشر لغلق أعيننا , بل لنفتحها أوسع وأوسع , فعندما نغمض أعيننا ينتهي بنا الأمر إلى أحلك مناطق الراحة , وهناك ندفن".

إن التفكير في مشكلة ما إلى أبعد من مدى معين يخلق القلق , ويولد الاضطراب , فتصبح المداومة على التفكير ضررا يجب اجتنابه . العقل كالحقل , وكل فكرة نفكر فيها لفترة طويلة هي بمثابة عملية ري , ولن نحصد سوى ما نزرع من أفكار سلبية أو إيجابية.

وليس ثمة إلا طريقة واحدة يمكن بوساطتها أن تصبح الأحداث الماضية إنشائية مجدية , تلك هي تحليل الأخطاء التي وقعت في الماضي , والاستفادة منها , ثم نسيانها نسيانا تاما.

يقول (هاريت سويت) :" ؟إذا وجدت نفسك محشورا في وضع صعب وكل شيء يبدو ضدك إلى أن تشعر أنك لا تستطيع الاستمرار في ذلك , ولو لدقيقة واحدة , فلا تتراجع أبدا , لأن تلك اللحظة الحرجة سوف تشهد مولد النجاح".

إن الشدائد مهما تعاظمت وامتدت لا تدوم على أصحابها . ولا تخلد على المصابين بها , بل إنها أقوى ما تكون اشتدادا وامتدادا واسودادا, أقرب  ما تكون انقشاعا وانفراجا وانبلاجا ,, عن يسر وملاءة,وفرج وهناءة , وحياة رخية مشرقة وضاءة , وهكذا في نهاية كل ليل قاتم .. فجر صادق.

أن أكون أصغر إنسان وأملك أحلاما , والرغبة في تحقيقها ..

أروع من أن أكون أعظم إنسان بدون أحلام وبدون رغبات. (جبران خليل جبران)

فإن كنت تتفاخر بإنجازات الأجداد والآباء , وتتحدث عن الماضي وحسب , فهذا يعني الهروب من مواجهة الواقع إلى الخلف , لأن الذي يملك حاضرا لا يكثر الحديث عن بطولات الماضي . إن نجاح الأمس هو إخفاق اليوم , فلو كنت الأول على منافسيك منذ خمس سنوات , وظللت تفتخر بهذا النجاح , فهذا يدل على انك أخفقت في السنوات الأربع الماضية ,ما دمت عجزت عن صناعة نجاح جديد , وآثرت الانتساب إلى الماضي.

يقول (جورج برناردشو):" يكمن سر التعاسة في أن يتاح لك وقت لرفاهية التفكير , فيما إذا كنت سعيدا أو لا , فلا تهتم بالتفكير في ذلك بل ابق منهمكا في العمل , عندئذ يبدأ دمك في الدوران , وعقلك بالتفكير , وسرعان ما تذهب الحياة الجديدة في القلق من عقلك؟ اعمل ابق منهمكا في العمل , فإن هذا أرخص دواء موجود على وجه الأرض وأفضله".

 

 

هل تعرف السبب الذي يقف حائلا دون تحقيق الإنسان ما يريده؟..

إنه عدم التركيز, فالأشخاص الذين يركزون على ما يريدون تحقيقه هم الذين يحققون النجاح , أما الذين يتخلون عن التركيز فهم الذين يسيرون بخطى متعثرة.

إن التفكير في مشكلة ما إلى أبعد من مدى معين يخلق القلق , ويولد الاضطراب , فتصبح المداومة على التفكير ضررا يجب اجتنابه . العقل كالحقل , وكل فكرة نفكر فيها لفترة طويلة هي بمثابة عملية ري , ولن نحصد سوى ما نزرع من أفكار سلبية أو إيجابية.

وليس ثمة إلا طريقة واحدة يمكن بوساطتها أن تصبح الاحداث الماضية إنشائية مجدية , تلك هي تحليل الأخطاء التي وقعت في الماضي , والاستفادة منها , ثم نسيانها نسيانا تاما.

كم من أوضاع معقدة فكتها أدوات بسيطة ,  لأن التحدي الكبير ليس في توافر الأداة , بل في توافر العقل المشبع بنمط التفكير الثائر على الواقع , المتمرد على الهزيمة , المستعصي على الانبطاح , فالعقل إن آمن بقدرته على فك التعقيد أبدع أدوات البطولة .

فمن شروط النجاح , أن تتلازم حالتا العمل والتربية معا.. أما أن تمضي السنوات تلو السنوات , ولا يسأل أحد نفسه عن إنتاجيته الحقيقة في مجتمعه , ودوره في عملية استنهاض المجتمع , بحجة أنه يربي نفسه , فهو مؤشر خطير يشير إلى تخلف الحالة الفكرية.

على المرء أن يشغل ذاته بكل عمل يجعل من هذه الحياة

شيئا محتملا في هذا العالم ... (فولتير)

يقول (دوسكوجروموند) :" لو قدر علي أن أفقد كل مواهبي وملكاتي , وكان لي اختيار في أن أحتفظ بواحدة فقط, فلن أتردد في أن تكون هذه الواحدة هي القدرة على التحدث , لأنني من خلالها سأستطيع أن أستعيد البقية بسرعة".

الكلام فن ... وقلما تجد من يجيده , فبالرغم من أن كل الناس يتكلمون , إلا ان القليل منهم من يجيد الكلام , فلا يستخدم ذوقه وعقله عندما يريد أن يتكلم , ولذا تراه يتحدث بأسلوب منفر , وتراه يضع الكلام في غير مواضعه مما قد يثير الكثير من المتاعب .

 

أختم مقتطفاتي بزهرات انتقاها الكاتب بعناية وضمها في اخر كتابه .. شكرا جزيلا لك

أ. عبدالرحمن فالكتاب منحني حافز رائع لتحريك عجلة حياتي للأفضل..

إذا لم تحاول أن تفعل شيئا أبعد مما قد أتقنته فإنك لا تتقدم أبدا. (رونالد اسبورت)

قد يتقبل الكثيرون النصح, لكن الحكماء فقط هم الذين يستفيدون منه. (بابيليليوس سيرس)

إن العالم ملك للمتفائلين , والمتشائمون ليسوا سوى مشاهدين. (فرنسوا غيزو)

الجاهل يؤكد, والعالم يشك , والعاقل يتروى.(ارسطو)

إن ما نتوق إليه ونعجز عن الحصول عليه أحب إلى قلوبنا مما قد حصلنا عليه . (جبران خليل جبران)

يقول لك المرشدون: اقرأ ما ينفعك.... ولكن أقول لك : انتفع بما تقرأ. (عباس محمود العقاد)

كل طريق إلى العظمة يمر بالصمت . (نيتشه)

الحياة رسالة ...

    والعمر رحلة...

وما نحن إلا مسافرون في رحلة الحياة .

أجمل السفر سفر الإنسان في أرجاء نفسه ..

مستكشفا خفاياها باحثا عن معنى لها .

وإن أثمن كنز يمكن أن نعثر عليه في داخلنا هو فكرة .

أيها الإنسان : ... كن أقل فضولا بالناس  , وأكثر فضولا بالأفكار.