الأحد، 14 ديسمبر 2014

أنا مالالا _ مالالا يوسفزاي

ترجمة_أنور الشامي

      مالالا لست الوحيدة التي تتعرض كل يوم لخطر طالبان , ولكنك شجاعة ابنة لشجاع استطاعت مواجهة واقعها والعمل على إصلاحه , كنت تملكين والدا يسندك ويؤمن بك وبقدرة كلماتك وافكارك على الرغم من صغر سنك.
الشُجاعة الصغيرة التي سكنت قلبك وعقلك , تسكن الكثير منا إلا أن الخوف يشلنا عن المحاولة ويذكرنا بالعقبات قبل النتائج ولا نملك الرغبة في التضحية بمنطقة الراحة التي نسكنها مقابل بضعة سنين نضيعها في المطالبة بحقوقنا .
      نعم كلنا نتعرض لطالبان في السعودية أعده طالبان فكري وإنكارنا لذلك لا يخفي حقيقة وجود عقول طالبانيه تعمل على تهميش دور المرأة وتجميد عقلها , بل يصل للبعض بهم لمحاولة انكار أهمية وجودها .
      الفرق بيننا أنهم في دولتك استخدموا السلاح وسيلة للحوار معكم , أما لدينا استخدموا الدولة  نفسها منبراً لحديثهم وافكارهم ورغباتهم.
      قرأت الكتاب وغرقت في أحداثه وأحزنني وجود مثل هؤلاء الذين يقترفون جرائمهم البشعة تحت مسمى الدين , متناسين أننا خلقنا لنكون أمة وسطاً , يريدون الحياة كما يرونها هم لا كما يأمرنا ديننا الإسلامي .

      نعم يا مالالا فنحن لسنا ببعيدين عنكم أول ما سمح للنساء بالتعليم لدينا واجهة الدولة حشد عظيم من المكفرين والمهددين الذين لو كان الأمر بيدهم لاستوقفوا الأمر في اوله لكن كان لدينا ملكاً شجاع وقتها وبين لهم أن للمرء الحرية في تعليم بناته ولكن هذا لا يعني أن كل الفتيات يحرمن من التعليم لأجل مجموعة مشلولة فكرياً , أما الآن دولتنا تعيش وتقتات على قضيتين لا ثالث لهما حكم كشف المرأة لوجهها وحكم قيادة المرأة للسيارة , نحن يا مالالا متجمدين فكرياً بين هذه وتلك وأي شيء خارج هاتين القضيتين لا يحظى بأهمية أو شعبية .
      أكثر ما شدني في الكتاب حبكم للعلم وللمعرفة وشعوركم أن الدراسة هي الملاذ العقلي التي تخرج الفرد من الدائرة التي يخلقها الأخرين له , وهو شعور حقيقي حيث يستطيع أن يميز الواقع بذاته دون برمجة أو استنتاجات جاهلية لا أصل لها .
      أخيرا أختلف معك في مواضع عديدة في الكتاب أهمها التبرك بقبور الصالحين فهو نوع من الشرك وبدعة لم ينزل الله بها من سلطان بل أنزل الله تعالى دليلاً واضحاً على تحريم ذلك في قوله : : (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) (النساء/48) ، ما يبدو لي أن السماحة غالبة على اسرتك تحديدا ومتساهلة في الكثير من الأمور مقابل الحصول على ابسط الأشياء كالتعليم والسلام والتي تعد حق المواطن على الدولة , إلا أن ما يجب أن نعيه تماما هو حق ديننا علينا للعلم والعمل به بالشكل الصحيح.





مقتطفات من حديث مالالا عن والدها :
_  منذ سن مبكرة كان يميل للتساؤل ونادراً ما يأخذ أمراً على عواهنه رغم أن طريقة تعليمنا في المدارس الحكومية كانت تعتمر أسلوب الحفظ ولم يكن حري بالتلاميذ أن يناقشوا مدرسيهم .
_كان يرى أن انعدام التعليم هو أصل كل المشكلات التي تعانيها باكستان , فالجهل يمكن السياسيين من خداع الناس , كما يمكن المسؤولين من أن يعاد انتخابهم.
_ يرى والدي أنه ليس ثمة شيء يفوق المعرفة أهمية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق