الأحد، 16 يونيو 2013

العادات السبع للناس الأكثر فعالية – ستيفن آر.كوفي



كتاب رائع يخترق ذواتنا وشخصياتنا ودوافعنا ويفسرها بمنطقية واسعة , مع هذا الكتاب ستجوب أعماق شخصيتك , ذاتك , وتفتح بصيرتك على مكامن الاختلال في توازن حياتك . أترككم مع مقتطفات من "العادات السبع للناس الأكثر فعالية": يستوحي الكاتب مثال رائع عن أثر الكسل قائلا : هل فكرت يوما كم هو سخيف أن تنسى وضع البذور في الأرض في فصل الربيع , وتظل تلهو طوال فصل الصيف و عندما يحل فصل الخريف تتذكر الحصاد فتشرع في القيام بكل أعمال الزراعة الفائتة التي لم تقم بها في حينها ؟ بالطبع هذا مستحيل لأن الزراعة ما هي إلا نظام طبيعي يتطلب بذل الجهد في البداية لتجني الثمار في النهاية . فعندما نزرع بذور الصبر ونرويها نشعر بشعور رائع عندما ينمو ونتذوق ثماره الشهية من خلال الحياة الفعالة التي نعيشها . أن الأشخاص الذين يتمتعون بصفاء الذهن يرون الأشياء بمنظور مختلف من خلال عدسة تنفرد بها كل شخصية.... و كلمة تصورات ذهنية هي كلمة يونانية الأصل ... وبالمفهوم العام للكلمة فإنها الطريقة التي "نرى" بها العالم _ ليس على أساس الرؤية الحسية ولكن على أساس التصور والفهم والتفسير. أن تلك التصورات الذهنية مصدر توجهاتنا وسلوكنا .. ولا يمكننا تغيير نظرتنا للأشياء إلا بتغيير ما نحن عليه في الحال , والعكس صحيح. ويمكننا تحقيق تطورات مذهلة في حياتنا إذا تجاهلنا أوراق توجهاتنا وسلوكياتنا وتنبهنا إلى الجذور , أي التصورات التي هي منبع سلوكياتنا وتوجهاتنا. يشير الكاتب إلى مفهوم عميق يمكنه أن يغير نظرتنا اتجاه العديد من الأمور فيقول: "من الداخل إلى الخارج" تعني أن تبدأ بنفسك أولا. يعني منهج التناول من الداخل إلى الخارج أن الانتصارات الشخصية تسبق الانتصارات العامة.أي أن قطع العهود على أنفسنا والحفاظ عليها يأتي قبل التعهد أمام الآخرين , والحفاظ على تلك العهود... هذا يعني أنك لو أردت أن تحظى بزواج سعيد فكن الشخص الذي يولد طاقة إيجابية , وتخل تماما عن الطاقة السلبية ولا تعمل على تعزيزها. ومن الداخل إلى الخارج هي عملية – عملية تجديد مستمرة. تتكون شخصيتنا في الأساس من عاداتنا "تزرع فكرة تحصد عملا , تزرع عملا تحصد عادة , تزرع عادة تحصد شخصية , وتزرع شخصية تحصد مصيرا" والعادات أيضا لها جاذبية هائلة_أكثر مما يدركه الكثير من الناس أو يعترفون به. والانتهاك العميق الذي ينطوي على عادات مثل المماطلة أو نفاذ الصبر أو اللامبالاة أو الأنانية والتي تنتهك مبادئ الفاعلية الإنسانية الأساسية ,يتطلب أكثر من بعض الإرادة والقليل من التغييرات التي يمكن إحداثها في حياتنا. و"الانطلاق" يتطلب جهدا هائلا لكن ما أن ننطلق خارج نطاق الجاذبية تأخذ حريتنا بعدا جديدا تماما. لكن ... مهما كان موقفك الحالي استطيع أن أؤكد لك أنك لست عبدا لعاداتك ... الاعتماد على الذات هو تصور ذهني مفاده أنا – أنا يمكنني القيام بهذا الأمر , وأنا المسئول , وأنا أعتمد على نفسي , وأنا من يملك حق الخيار . يمكن تعريف السعادة ولو جزئيا بأنها ثمرة الرغبة والقدرة على التضحية بما تريد الآن من اجل ما تريد في المستقبل . أن كلمة المبادرة ... فهي تعني أكثر من مجرد أخذ خطوة للأمام . إنها تعني أننا كبشر مسئولون عن حياتنا . تعني أن سلوكنا هو نتاج قراراتنا وليس ظروفنا ... وإذا نظرنا بدقة إلى كلمة "مسئولية" _ سنجد أنها تحمل في طياتها معنى قدرتك على اختيار نوعية الاستجابة الصادرة عنك. إذن ليس ما يحدث لنا هو ما يجرحنا بل استجابتنا له هي ما تفعل ذلك . في الواقع إن أصعب التجارب التي نمر بها هي البوتقة التي تشكل شخصيتنا وتنمي قوانا الداخلية وهي تعني الحرية في التعامل مع أصعب الظروف في المستقبل وإلهام الآخرين كي يقوموا بالمثل أيضا.... فلا شئ أعظم وأعمق أثرا من إدراك الإنسان أن شخصا آخر استطاع تحدي المعاناة والظروف , وأنه يجسد ويعبر عن قيمة تلهم حياة الآخرين وترتقي به . يقول هنري ديفيد ثورو :" لا أعرف حقيقة مشجعة للإنسان أكثر من قدرته الأكيدة على رفع مستواه المعيشي مستخدما جهوده الواعية". نحن نمتلك الخيال وهو المقدرة على تصور أشياء لا يمكن حدوثها في واقعنا الحالي... من خلال الخيال يمكننا تصور عوالم القدرات التي لم تبتكر بعد والتي ما تزال كامنة بداخلنا . ذكر الكاتب مقولة جميلة لــ بيتر داركر وصف فيها الناس ذوي الفعالية بقوله: إن الناس ذوي الفعالية لا تعمل عقولهم على المشاكل , بل تعمل عقولهم على انتهاز الفرص , إنهم يغذون الفرص ويجوعون المشاكل , ويتسم تفكيرهم بالأسلوب الوقائي . إن الثقة هي أعلى درجات المحفزات البشرية وهي تخرج أفضل ما في الناس , ولكنها تحتاج على وقت وصبر , وهي في نفس الوقت لا تنفي الحاجة إلى تدريب الناس وتنمية مهاراتهم حيث ترتقي كفاءتهم إلى مستوى تلك الثقة . تذكر أن الإحباط هو نتيجة لتوقعاتنا والتي تكون دائما انعكاسا للمرآة الاجتماعية وليس لقيمنا وأولوياتنا .. صحيح.. من المهم للغاية عندما تخوض موقفا جديدا أن تضع جميع التوقعات على الطاولة . فعندما تكون التوقعات مبهمة ولا يمكن مشاركتها تتغلب عواطف الناس عليهم , ويتحول أبسط سوء تفاهم إلى جبل , ويتحول إلى صراعات شخصية وينهار التواصل . تذكر أن ..التحدي ليس في إدارة الوقت بل في إدارة أنفسنا , والرضا هو نتاج التوقع ... أن جوهر التفكير المتميز في مجال إدارة الوقت يمكن تلخيصه في عبارة واحدة : رتب أولوياتك ونفذها . وواحد من أفضل المقالات التي قرأتها هو "العامل المشترك للنجاح" بقلم إي.إم.جراي .... قال في ملاحظته :"من عادة الشخص الناجح القيام بالأشياء التي لا يحب الفاشلون القيام بها . وهم بدورهم يبغضون القيام بتلك الأشياء أيضا , ولكن بغضهم لها يوجد في مرتبة أدنى من قوة هدفهم ويعد تابعا له" ذكر آلبرت أينشتاين ملاحظة قائلا"لا يمكن حل المشكلات الكبيرة التي تواجهنا ونحن على ذات مستوى التفكير الذي كنا عليه عندما صنعنا هذه المشكلات". تناول الكاتب جانب مهم في الفرد وتكلم عنه بإسهاب و شئ من التفصيل إلا أنني أقتصر استعراض التالي : لابد من تعلم الإنصات _ لأن الصبر و الانفتاح والرغبة في الفهم جزء من الإنصات – وهي سمات عالية التطور للشخصية . فمعظم الناس لا ينصتون بنية الفهم بل ينصتون بنية الرد وهم إما يتحدثون أو يعدون أنفسهم للرد . الإنصات وفقا للتقمص العاطفي أعني الإنصات بنية الفهم ... جوهر الإنصات وفقا للتقمص العاطفي ليس الاتفاق مع الشخص , بل هو فهمك الكامل والعميق للشخص على مستوى المشاعر والعقل . ينزع كل واحد منا إلى التفكير في أننا نرى الأشياء كما هي وأننا موضوعيون . ولكن الوضع ليس كما يبدو , لأننا نرى الأشياء ليس كما هو ولكن كما نريد أن نراه – أو كما تم تكييفنا كي نراه ... فكلما تعاملنا مع الأشياء بموضوعية ووضوح كما نراها أدركنا أن الآخرين يرون الأشياء بمنظور مختلف وفقا لوجهة نظرهم الموضوعية والواضحة . إذا لم نقدر الفروق بين إدراكاتنا , وإذا لم نقدر بعضنا البعض ونعطي مساحة لاحتمال أن يكون كلانا صائب , و أن الحياة ليست مليئة دوما بالانقسامات , وأن هناك البديل الثالث _ لن نتمكن من تجاوز حدود برمجتنا. يقول بروس بارتون ,, أحيانا عندما أتأمل العواقب العظيمة التي تتمخض عن صغائر الأمور ..أميل إلى التفكير .. في أنه لا وجود لصغائر الأمور ... أن هناك فجوة أو مساحة بين المثير والاستجابة ومفتاح نمونا وسعادتنا يمكن في استغلال هذا المساحة . قال آمييل :"وفي مكان أعمق من وعينا تكمن ذاتنا نفسها _ مادتنا الحقيقة وطبيعتنا.... طالما كنا قادرين على التمييز بين أي مسافة بين الحقيقة وبيننا نظل خارجها ....فأن تكون مؤمنا هذا هو الهدف من الحياة". لقد تعلمت أنه يتعين علينا النظر إلى العدسة التي نرى العالم من خلالها , وأن هذه العدسة ذاتها هي التي تشكل أسلوب تفسيرنا للعالم. ينبغي ألا نتوقف عن الاستكشاف , وستنتهي جميع الاستكشافات بالوصول إلى نقطة البداية وسنكتشف أننا نرى المكان لأول مرة.

هناك 4 تعليقات:

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. هذا الكتاب جداً رائع قرأته فوسع أفاقي وفتح عيني على أشياء لم تكن في بالي بالرغم من حاجتي الماسة لإدخالها في حياتي والتفاعل معها، كي أصبح أفضل بكثير مما أنا عليه قبل قراءتي لهذا الكتاب المفيد. شكراً لهذا الكاتب الموهوب والمليء بالروحانيات.

    ردحذف
    الردود
    1. فعلا فهو كتاب يوسع المدارك والطاقات ويساهم في توعية الفرد اتجاه نفسه ومن حوله ,, قراءة ممتعة لك ولأحبتك

      حذف