الأحد، 16 يونيو 2013

ويبقى التاريخ مفتوحا _ تركي الحمد








كتاب رائع تناول خصائص الشخصيات البطولية والمؤثرة التي صنعت من التاريخ مجدا , على الرغم من اختلاف البيئات والديانات إلا أن الشخصية العظيمة تبقى عظيمة أينما حلت .
مقتطفات من كتاب "ويبقى التاريخ مفتوحا _ تركي الحمد"
فالفرد المميز , أو البطل , شخصية غير عادية , قادرة على استشفاف المستقبل واتجاه الريح . ومن خلال هذه القدرة , فإن البطل يتصرف وفقا لاتجاه الريح , أو مسار التاريخ الذي يحدده العقل , أو الروح المطلق . هذه القدرة لدى البطل ليست قدرة تنبؤية مثلا , بقدر ما هي إحساس نفسي أو باطني دفين , يوجه سلوك الفرد من دون أن يشعر , نحو أهداف الروح المطلق .
وسطية الإنسان تلك تجعله دوما وأبدا يسعى إلى الابتعاد عن مستوى البهيمة ويحاول الاقتراب من مستوى الكمال , لأجل ذلك فإنه يصنع التاريخ .
ليس مهما كيف تصنف نفسك , أو كيف يصنفك الناس بقدر ما أن المهم هو فائدة ما تطرح لعموم الناس وعمليته من ناحية , وتحقيق موقع لدولتك ومجتمعك تحت الشمس من ناحية ثانية.
أن يخلق الفرد الظرف , هنا تكون قمة العظمة وقمة البطولة .
فالعظيم الحقيقي ليس هو من يعتقد بعظمته , بل هو ذاك الذي يدفع الآخرين للاعتراف بعظمته دفعا , وحتى وهم لذلك كارهون .
المجد يعرف أصحابه ويسعى إليهم بالرغم منهم , حتى وهم لا يبحثون عنه , ويترك من كان المجد الذاتي منتهى آمالهم , حتى وإن سعوا إليه سعيا , أو تمتعوا به لفترة قصيرة .
السجن في النهاية ليس هو سجن الجسد , بل هو سجن الأمل , ومانديلا لم يفقد الأمل في يوم من الأيام , ولأجل ذلك كان حرا وهو سجين , بينما كان آخرون سجناء هم يظنون أنهم أحرار خارج قضبان السجن , فالحرية ليست وضعا , بقدر ما هي موقف وإيمان .
يصف بعض الشخصيات التي تناولها بكتابه قائلا :

يقال إن الفرق بين الشجاع والجبان , ليس إلا صبر بضع دقائق.

فالرجل العظيم رجل صبور , لا يستعجل الأمور لعلمه بأنها قادمة لا محالة , ولكن أكثر الناس لا يعلمون , ولو علموا لما كان هناك ضرورة لأناس مثل روليهلاهلامانديلا , الشهير بنلسون مانديلا.
الإيمان العميق بانتصار قيم الحب والحق والخير والجمال مهما طال الزمان , وتلك الإرادة التي تصل درجة العناد المطلق في ما يتعلق بقناعاته , والتي تتحطم عندها كل الإحباطات ولحظات الفشل الطارئة , والصبر والذي لا يعرف المستحيل : هذه مفاتيح شخصية "المهاتما" غاندي.
فإن روزفلت كان :"واحدا من رجال الدولة القلائل في كل العصور الذين لا يخشون المستقبل". وكان روزفلت نفسه معبرا عن هذه الحقيقة , وهو يقول في احد خطاباته :"ليس هناك ما يمكن أن نخاف منه , إلا الخوف نفسه".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق