الجمعة، 4 يوليو 2014

تجربة النية_لين ماكتاغريت







لدي ولع شديد بالبحوث المتعلقة بالفيزياء الكوانتية أو كل ما يتعلق بعلوم ما وراء الطبيعة , المؤلفة لين ماكتاغريت أشبعت جزء كبير من رغبتي في معرفة العديد من الأمور في كتابها هذا "تجربة النية", إلا أن التكرار سيطر على الدراسات المتناولة وما تحاول أن تبينه الكاتبة أفقد الكتاب متعة قراءاته إلى حد ما .
فكأن الغرض من الكتاب أصبح دراسي فقط وللإثبات , والحقيقة يبدو لي أن هذا هو الغرض الفعلي للكاتبة حيث تبين الكاتبة أن "تجربة النية" مازالت تحت الدراسة وهذا المؤلف جزء من التجربة وقراءاتك  له وقرار اشتراك في التجربة الجماعية يجعلك أيضا جزءً من الكتاب والتجربة .
النية من منظور فيزيائي  تتناولها الكاتبة في محاولة منها لتبسيطها بأكبر صورة ممكنة , حيث تتناول كافة الدراسات المتعلقة بالمجال لتبين أهمية هذا العلم من حيث البنية العلمية والتي كانت قائمة من قبل علماء متخصصين وفي تجارب ذات ظروف محكمة , وكأنها تقول ببساطة تصديقك لهذا العلم أو عدم تصديقك له لا يجعله مخفيا الواقع فهو موجود فعلا و على مستوى كوني ولكن ادراكك أو وعيك لم يصل اليه بعد .
تقدم الكاتبة العديد من المفاهيم والشروحات منها ما استوقفني حقاً وجلست أعيد قراءاته لأكثر من مره إما لاستيعابه جيدا أو لشدة إعجابي بما اقراء ,, اترككم مع مقتطفات من الكتاب :
أن الوعي هو مادة خارج حدود أجسادنا , وهو طاقة عالية التنظيم ذات قدرة على تغيير المادة الفيزيائية .
يبدو أن المادة تحت الذرية "تقصد الكاتبة الجزيء" مرتبطة بتبادل مستمر للمعلومات , مما يسبب تنقيحاً مستمراً وتغييرات دقيقة . لم يعد الكون مخزناً لأشياء ساكنة منفصلة .
إن الأمر الوحيد الذي يبدد هذه الغيمة الصغيرة من الاحتمالية إلى شيء جامد قابل للقياس هو ضلوع المراقب .
يطرح تأثير المراقب على التجربة الكوانتية فكرة ثورية أخرى : أن الوعي الحي هو مركز عملية تحول العالم الكوانتي غير البنيوي إلى شيء يمثل واقع الحياة اليومية .
أظهرت الدراسة أن الإنسان يستفز دون وعي منه عندما يحدق فيه شخص آخر .
إذا استطاع فعل الانتباه أن يؤثر على المادة الفيزيائية , فما هو تأثير النية – المحاولة المقصودة لإحداث التغيير ؟
يصف أحد الكتب تعريف النية بأنها " خطة هادفة لأداء فعل يؤدي إلى نتيجة مرغوبة" .
أن النية الموجهة تجسد نفسها في طاقة كهربائية ومغناطيسية .
أن النية شبيهة بالعزف على البيانو , إذ إن عليك أن تتعلم كيفية القيام بها , وأن بعض الناس يقومون بها أفضل من غيرهم .
إلى أي مدى يستطيع الناس أن يصلوا بنياتهم .
يجب أن تكون النية غايةً واضحةً تماماً أو هدفاً تتخيله في عين ذهنك وكأنه حدث فعلاً وذلك أثناء وجودك في حالة التركيز الثاقب والإدراك الفائق . عندما تتخيل هذا الحدث المستقبلي احتفظ بصورة ذهنية عنه وكأنه يحدث معك في هذه اللحظة . استخدم الحواس الخمس في تخيلك للصورة وتفاصليها . ويجب أن يكون المكون الجوهري في هذه الصورة الذهنية هو لحظة تحقيقك للهدف.
عندما يحافظ أحدهم على فكرة مركزة فربما يغير البنية الجزيئية للمادة التي يفكر فيها .
في الحقيقة فإن هناك لحظات تشعر فيها بكراهية شديدة تجاه شخص ما أو شيء ما ولا تتمكن من تفسيره منطقياً , فقد يكون هذا بساطة مثالاً عن التقاطك لنية سلبية اتجاهك , حتى الأوقات التي تكتئب فيها يكون لها أثر فيزيائي على الأشخاص أو الكائنات الحية من حولك .

بدا أن توجيه الأفكار إلى هدف ما قادر على تغيير الآليات والخلايا على تغيير العضويات متعددة الخلايا كالإنسان في الحقيقة . وبدا أن قوة العقل هذه قادرة على تغيير المادة وتجاوز الزمان والمكان .
عندما تسير الأشياء وفقاً للإيقاع نفسه فإنه ترسل إشارة أقوى مما تفعله فرادى , ويحدث هذا عادة مع الآلات الموسيقية التي تبدو صوتها مضخما عندما تعزف ضمن الطور .


تقدم الكاتبة شروحات فيزيائية لكل مبتدئ ليكون فكرة عن بعض أهم المفاهيم ..
تشير معظم الأبحاث التي تناولت النشاط الكهربائي للدماغ أثناء التأمل إلى أن التأمل يؤدي إلى سيادة موجات ألفا ( موجات دماغية بطيئة , طويلة بترددات 8 – 13 هرتز , أو دورة في الدقيقة ) وهذا ما يحدث أثناء الحلم غير العميق , أو حتى موجات ثيتا الأكثر تباطؤاً (4 – 7 هرتز ) وهي تمثل حالة الوعي أثناء النوم العميق. أثناء وعي الصحو العادي يعمل الدماغ بسرعة أكبر بكثير مستخدما موجات بيتا ( 13 – 40 هرتز) . وجهة النظر التي سادت لعقود من الزمن هي أن الحالة المثالية لإظهار النية هي حالة "ألفا".
حزمة غاما هي التردد الأعلى لموجات الدماغ , ويوظفها الدماغ عندما يعمل بأقصى طاقته , أي في حالة الانتباه الأقصى عند التنقل عبر الذاكرة العاملة , وفي المستويات العميقة للتعلم , وأثناء التجليات العظيمة للبصيرة .
إن الأشخاص القادرين على الانسحاب من المنبه الخارجي تماماً وتركيز انتباههم على الداخل أقرب للوصول إلى الفضاء الافتراضي لموجات غاما.
الكتاب مثل حجة قوية لمن يشكك في هذا العلم والكاتبة لم تأتي بجديد بقدر ما أثبتت ما هو موجود سابقاً .
 

هناك تعليق واحد:

  1. الكتاب رائع مفيد جدا....شكرا للجهود المبذولة

    ردحذف