الثلاثاء، 5 أبريل 2016

فئران امي حصة _ سعود السنعوسي

مدخل,,
أطرد تفاصيل زمن ما جاء في ذاكرتي الا وأخذني إليه.

       أهدي هذه الرواية لكل شخص متعصب طائفياَ ليعلم أن الفئران آتية..
كعادته السنعوسي يحرك في القارئ شعور عميق ساكن لا يجرؤ أحداَ على نقبه. على الرغم من غرابة طرحه إلا أنه في كلا الروايتين نجح في إيصال الفكرة الأهم "نحن لسنا شعب الله المختار" وعلينا تقبل الطرف الآخر بغض النظر عن اختلافه عنا "دينيا, فكريا, اجتماعيا..." دعوته للتعايش في كلا الروايتين كانت صريحة لأن حلا غير ذلك لأن يجني إلا الحروب.
فئران امي حصة كان سعود يروي من خلالها أحداث زمن حاضر وذكريات زمن ماض, لنفس الجيل وكيف تعاطى هذا الجيل مع موروثه الاجتماعي والديني والثقافي؟ الجميل في الرواية بدايتها حيث الطفولة, البراءة والرغبة في معرفة كل ما هو مجهول لمجرد المعرفة لكن كلما كبر الأطفال كلما أصبحت الرواية تثقل الكاهل أكثر بحقائق نحاول جميعنا نكرانها, نهاية الرواية بالنسبة لي لم تكن متوقعة أبداَ من حيث السرد أما الأحداث فكانت تأخذ مجراها الطبيعي, بالغ السنعوسي حد الملل في وصف الأحداث, الأماكن, رد فعل الأشخاص اتجاه كل ما يجري بحيث لم يترك فراغ يسمح للقارئ بتصور الأحداث على طريقته أو أن يعيشها في مخيلته, كأنها كانت محاولة لاحتلال أكبر مساحة ممكنة من مخيلة القارئ وهذا ما أفقد الرواية جزء من المتعة المنشودة.

على الرغم من السقطة في آخر الرواية يظل السنعوسي متقدم في طرحه وبارع في انتقاءه على الروائيين  في مضمار الرواية الخليجية لم تتصدر رواياته الأكثر مبيعا لأنها اجتازت حدود الحرام بالفكرة بل لأنها خرجت عن النص لأفكار أخرى لم يجرؤ أحد الحديث عنها من قبل.
اعتذر للسنعوسي لأني قد أكون القارئ  الذي قال عنه في الرواية  "لا افهم كيف يتعاطى القارئ مع الكاتب. يصير رقيباَ أشد فتكا من أجهزة رقابية".

لا أعتقد أن لهذه الرواية مخرج ستسكن أحداثها و مجرياتها عقلك لشهور لاحقة ,, ولكن اترككم مع مقتطفات من الرواية :

_كنت أنصت إلى ارتطام قطرات المطر على إسفلت الشارع. كنت أشم رائحة التربة الرطبة. كانت السماء تُمطر سخية داخل راسي.
_تربة رمادية أحالت البلاد إلى منفضة سجائر عملاقة. دخان حرائق, حجارة بحجوم متفاوتة. كلاب سائبة. ريش أسود. طوابير طويلة أمام فرع مفوضية الاتحاد الأوروبي تطلب اللجوء. .... كأن يدا ضخمة هوت على البلاد أحالتها خرابا.
_في هذا الوطن, في هذا الوقت, الحجارة هي اسهل ما يمكن العثور عليه. لا يخلف الهدم الا حجارة لا تصلح للبناء!
_كدأبه إعلامنا لا يشبهنا. كأنه في بلد آخر.
_بعضنا, خشية منع الرقيب, يصير رقيبا عن طيب خاطر.
_من أين للأماكن القديمة أن تحيي ذكرياتها المخبوءه في ثناياها بمجرد المرور بها؟
_خوف الآخر وخشيته عليك عزاء في حد ذاته.
_يقلقني أن أستمع حزنا في صوت هذه المرأة, وها أنا الآن أستمع إلى نحيبها!
_للماضي رائحة! ووحدها الروائح قادرة على الوفاء للمكان في زمن التحلي.


من قال أن لا جدوى من وراء الكتابة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق