الاثنين، 25 أبريل 2016

سجين المرايا _ سعود السنعوسي





_ما إن تبادري بالكلام حتى تختل موازين الكون.

اؤمن بهذا الكاتب كثيرا لقد قفز على ظهور أكبر الأدباء من خلال ثلاث روايات اختصرت نظرته للحياة, جميل أن يمتلك هذه النظرة الواقعية على الرغم من صغر سنه والأجمل أن يلخصها بقصص أسميها ثلاثية الأبعاد حيث ما أن تبدأ تقرأ احدى رواياته حتى تدخل في تفاصيل الأحداث وكأنك تعيشها.
       سجين المرايا فتحت ابواب الذاكرة على رواية القندس للكاتب محمد حسن علوان التي كما وصفتها إحدى القارئات "يوميات مراهق في الخمسين". في المرايا أستطيع أن أقول "يوميات مراهق عشريني", شخصية البطل "عبدالعزيز" كانت الصامتة المملة التي أفقدته أهم ما يمكن أن يحصل عليه يوماً. العلاقات لا تمنحنا أوقات ممتعة فقط تمنحنا أيضا شعور جميل قد ينتشلنا من حزن أو يأس يخالجنا بعض العلاقات قد تصنع منا اشخاص رائعين أفضل مما نحن عليه .

أترككم مع مقتطفات من الرواية :

_ انتهت حكايتنا المجنونة, وانتهى كل شيء, ما عدا تلك العادة الغريبة. شهران في السنة, تفصل بينهما سبعة أشهر, أرسل في أحدهما رسالة, وأتلقى في الآخر رسالة, وهذا كل شيء.

_ لن أحمل القدر كامل المسئولية, فقد تتيح لنا أقدارنا, أحيانا, فرصة لاختيار نهايتنا.

_كانت حكايتنا أشبه بالفيلم السينمائي الممل, وكانت البطولة المطلقة فيه للحزن الذي صمد حتى النهاية.

_الانتظار لا يقتل البشر ابدا, بل يقتل العقول أو يصيبها بالشلل لنحيا حياة طويلة من دون أن نفكر في شيء سوى عودة ما ننتظر.

_كل شيء نعتقد أننا نسيناه يستوطن أعماقنا, في ذلك الصندوق الذي ما أن يفتح حتى تتغير كل قوانين الطبيعة, يولد الماضي في الحاضر, ويبعث الاموات من جديد , وتتصبب أجسادنا عرقا في برد الشتاء, ونرتعش بردا في حر الصيف.
_كنت أبكي إذن, بلا صوت, وكنت أشعر بصرخة عالقة داخل قفصي الصدري ترتطم بأضلاعي محاولة الفرار. كنت أكبتها, أخنقها علها تموت في الداخل, ولكنها تتضاعف رغم محاولاتي, إلى أن استحالت دموعا كادت تقتلع عيني من محجريهما.

_اكتشفت أن خيباتنا ترتبط أحيانا بالأماكن التي جئنا منها, ننساها ما أن نستقر في مكان آخر.

_كانت مشكلتنا الوحيدة تكمن في تفسيرنا للأشياء ونظرتينا المختلفتين للأمور, وكلانا كان مخطئا في إصراره وتمسكه برأيه.

_ كأن عاداتنا وممارستنا أثواب , ننزعها ونرتدي غيرها فور وصولنا لمكان آخر, وهذا لأن قناعاتنا لم تزرع بداخلنا, بل زرعت, حولنا, في الأماكن التي جئنا منها.

_من الجميل أن يفهم المرء ما نقول, ومن الرائع أن يفهم ما لا نستطيع قوله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق