الاثنين، 13 أكتوبر 2014

ساق البامبو _ سعود السنعوسي


      هذه الرواية هزت أعماقي وأشعرتني كم نحن بعيدين كل البعد عن ديننا , ومتعلقين بكل العادات التي يبرأ منها ديننا .
      لا أعلم ما هي الكرامة التي نتمتع بها نحن الخليجيون والتي تمنحنا رفعة وكأننا عرق نادر وثمين بحيث أننا نحكر زيجاتنا بيننا , تجعلنا نستنكر على المرأة أو الرجل الذي يرغب في كسر هذه القاعدة والزواج من أي جنسية مسلمة !! هذا التصرف !.
كما أن قوانين بلداننا تصعب من هذا الأمر كما لو أن كل زيجة حاصلة قائمة على طمع لدى الطرف الدخيل , ولا علم لي بماذا يطمع؟! .
      أولاً أعتذر لك بطل الرواية نيابة عن الخليجين عامة وليس الكويتيين وحدهم يحملون الذنب فالخليج كله يتمتع بذات الفكر , لن تعامل باختلاف كبير في باقي الدول الخليجية إلا أن الحدة في ردة الفعل ستختلف نوعا ما .
      حين أغلقت الرواية كان شيئا يخنقني ولأول مره أشعر أن هناك شيئا يستحثني على كتابة اعتذار عميق لما يبدر منا اتجاه الغرباء أي كان وضعهم في بلادنا وأي كانت مناصبهم أو أعمالهم , وصف البطل الكويتي الجنسية الفلبيني الشكل "هوزيه" لشعور العمالة واحساسهم العميق بالإهانة من قبلنا سواء كان بالنظر او الكلام كسر شيئا في داخلي وتخيلت لو أني كنت مكان احدهم كيف كنت سأتصرف , ماذا كانت كرامتي ستفعل لتسترد حقها , أم أن حاجتي ستلجمني !!!.
      وماذا لو كنت أنا "هوزيه" أملك كافة الأوراق الثبوتية التي تمنحني كل حقوقي وتفرض علي كل واجباتي , ومع ذلك ! أطرد من بلدي لأني لعنة وقعت عليه وعلى أسرتي !!.
كل هذه التساؤلات كانت تحلق في رأسي , كيف ولماذا وإلى متى ؟!.
سنعيش في قوقعة خلقنها بأنفسنا وعجزنا عن تجاوزها أو تفجيرها والخروج منها , قد أكون أدق وصفا لو استخدمت تعبير خولة "اخت هوزيه لأبيه" من أم كويتية حين قالت :
( كل المميزات التي يمنحها اسم العائلة لأفرادها أمام الغير ما هي , في الحقيقة , إلا قيود وقائمة طويلة من الممنوعات).
      هذه التجربة الروائية كانت عميقه إلى الحد الذي يجعلني أشعر تماما بما شعر به "هوزيه" , بالانكسار الذي خالج قلب "خولة" ,الشعور بالعجز الذي تلحف العمه "هند" , الخوف الذي تملك العمة "عواطف" والكبرياء الذي سيطر على العمة "نوريه".
      عدا موقف (ماما غنيمة) الجدة والام وكبيرة الأسرة لا يمكن أن تكون هذه المرأة "أما" وحتى وصف قسوتها أعجزني!. فقلب الأم لا يعنيه كلام أو رأي الناس في طفله.
مقتطفات استنطقتني :
_ليس المؤلم أن يكون للإنسان ثمن بخس , بل الألم , كل الألم , أن يكون للإنسان ثمن .
_ تقول والدتي (الخادمة جوزفين) :" اذا ما صادفت رجلاً بأكثر من شخصية فاعلم أنه يبحث عن نفسه في إحداها , لأنه بلا شخصية!".
_حتى تذلل مصاعب العمل , حسن علاقتك برب العمل , وكي تذلل مصاعب الحياة , حسن علاقتك بربك.
_الصمت .. وحده الصمت قادر على تحفيز أصوات بداخلنا.
_كل شيء يحدث بسبب ولسبب .
_التضحية الحقيقة هي ان نتخلى عن الأشياء التي لها قيمة لدينا لصالح الآخر أشياء لا تعوض .
_أثبت لنفسك قبل الآخرين من تكون . آمن بنفسك يؤمن بك من حولك , وإن لم يؤمنوا فهذه مشكلتهم هم , ليست مشكلتك .
_حياة ليست مكرسة لهدف , حياة لا طائل من ورائها , هي كصخرة مهملة في حقل بدلا من أن تكون جزءا من صرح "خوسيه ريزال" .
_ العزلة هي زاوية صغيرة يقف فيها المرء أمام عقله , حيث لا مفر المواجهة .
_ الحب هو الذي يجعل للأشياء قيمة .
_الموت ذاته يقف عاجزا امام الأمل في اللقاء , وإن كان لقاء من نوع آخر , في عالم آخر .
_ الناس لا يجهلون الخطأ, هم يميزونه كما يميزون الصواب , ولكنهم لا يتورعون عن ممارسة أخطائهم طواعية .
_ السعادة المفرطة كالحزن تماما  , تضيق بها النفس إن لم نشارك بها أحداً .
_ الهدية مهمة أحيانا , ولكن الأهم هو أن صاحبها لم ينس المناسبة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق